طباعة هذه الصفحة

هل للسيد المسيح روح انسانية ؟

إن الروح التى أسلمها السيد المسيح له المجد ( الكلمة المتجسد) على الصليب هى روحه الإنسانية التى سبق أن إضطربت وحزنت كما ذكر الكتاب المقدس ،وهى التى بدونها لا يكون المسيح إتخذ إنسانية كاملة. وعندما فارقت جسده على الصليب دون أن تفارق اللاهوت نزلت إلى أعماق الجحيم لتتمم الخلاص وتبشر الراقدين على رجاء مجئ الرب من آدم وكل  بنيه وتردهم إلى موضع الإنتظار اللائق بالابرار و هو الفردوس.........

مقدمـــــة لاهوتيــــه :

فى شرح الأساس اللاهوتى لتعليم الآباء عن طبيعة السيد المسيح يقول الحبر الجليل مثلث الرحمات نيافة الانبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ فى مذكرة اللاهوت العقائدى و اللاهوت المقارن حوارات مسكونية – اٌقوال آباء - الطبعة الثالثة و العشرون  لعام 2017-2018 -  صفحة رقم  21 :

" الكلمة الأزلى هو نفسه إتخذ جسدا وولد من العذراء مريم ، و لم يتخذ شخصا من البشر بل إتخذ الجسد الحى بروح عاقلة الذى من العذراء مريم."

و قد أكد بولس الرسول ذلك بقوله " يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ."( عب 13 : 8 ) . أى أن ابن الله هوهو نفسه صار ابنا للإنسان ،و ابن الإنسان الذى هو يسوع المسيح ليس شخصاً آخر غير ابن الله الكلمة.لان كلمة الله لم يتخذ شخصا من البشر لكى يتحد به و لكنه أخذ طبيعة بشرية كاملة ( جسدا و روحا عاقلة ) بفعل الروح القدس من العذراء مريم و جعلها خاصة به. ولهذا فان المولود من العذراء هو هو نفسه المولود من الآب. والذى صلب على الصليب هو هو نفسه الذى ولد من الآب.و الذى قام من الاموات و صعد الى السماوات و جلس عن يمين ابيه هو هو نفسه الذى ولد من الآب قبل كل الدهور. وهو هو نفسه الذى سوف يأتى فى مجده أى فى مجد أبيه فى يوم الدينونة.كما ان ابن الله لم يكن فى إنسان و لم يختر إنسانا . و لكنه هو هو نفسه الاله المولود من الآب ، الذى تجسد و ولد من العذراء مريم والدة الاله. لأن يسوع المسيح هو هو نفسه ابن الله الحى الأزلى."

"و لهذا نفهم أن الاتحاد الاقنومى هو أن نؤمن بأقنوم واحد لكلمة الله المتجسد كما علم القديس كيرلس عامود الدين و قال : (Μία ύπόστασις τοΰ θεοΰ λογοΰ σεσαρκωμένη ) و معناها ( أقنوم واحد متجسد لكلمة الله) "

أولاً : هل للسيد المسيح روحــاً إنسانية ؟

و نحن بصدد البحث عن إجابة هذا السؤال يجيبنا قدس أبونا المحبوب الدكتور بيشوى حلمى فى كتابه عقيدة التجسد الالهى -  السؤال الثامن و العشرون - صفحة  133 قائلاً:

نعـــم للسيد المسيح روحاً إنسانية ، مبرهنا على ذلك بثلاثة أدلة :

1 –  الأدلة الكتابية على إن للمسيح روحا إنسانية :

" فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ،انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ" (يو11: 33)

" لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ."  (يو 13 :21)

" فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضًا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ." (مت 27 : 50)

" فَصَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ." ( مر 15 :37 )

" وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَقَالَ: «يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ."( لو 23 :46 )

" فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ." ( يو 19 :30 )

و قال القديس بطرس عن المسيح : " مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ." ( 1 بط 3 : 18،19 )

 

2 –  بعض أقوال الآباء عن إن للمسيح روحا إنسانية :

  • يقول القديس غوريغوريوس النزينزى : ( ما لم يتخذ لا يخلص )
  • يقول القديس كيرلس الكبير : ( لقد وحد كلمة الله بنفسه كل الطبيعة البشرية .لكى يخلص الإنسان بكامله فإن ما لا يؤخذ لا يخلص )
  • نيافة الانبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ : ( لقد قال غريغوريوس النزينزى :" ما لا يتخذ لا يخلص" أى ما لم يتخذه الله الكلمة فى تجسده و يوحده مع لاهوته لا يمكن أن ينال الخلاص ، فإذا إتخذ جسدا فقط فإنه يخلص الجسد فقط و إذا إتخذ روحا فقط فإنه يخلص الروح فقط ، وان إتخذ جسدا متحدا بروح إنسانية فإنه يخلص أجساد البشر و أرواحهم فإنه بإختصار ينبغى ان يتخذ الله الكلمة فى تجسده طبيعة بشرية كاملة لا ينقصها جسد و لا ينقصها روح . و كان رأي آباء مجمع قسطنطينية ان السيد المسيح له روح إنسانى عاقل لانه جاء لخلاص البشر و ليس لخلاص الحيوانات . وإنه كان ينبغى ان يكون للمسيح إنسانية كاملة لكى يتم افتداء الطبيعة الإنسانية . و أن الروح البشرية مثلها مثل الجسد فى حاجة الى الفداء، و هى مسئولة عن سقوط الإنسان ، فالروح اخطأت مع الجسد و تحتاج الى الخلاص ، و لهذا يجب ان يتخذها كلمة الله مع الجسد. )

 

3  -  الأدلة العقلية على إن للمسيح روحاً إنسانية :

  • حيث أن المسيح شابهنا فى كل شئ عدا الخطية وحدها ، و حيث انه اخذ ناسوتاً كاملاً ، و حيث أن الروح أحد مكونات الطبيعة البشرية ، فانه ينتج عن هذا أن يكون السيد المسيح أخذ ناسوتاً إنسانياً بروح إنسانية
  • وحيث أن الروح مشتركة فى الخطأ مع الجسد أيضا ، و فى حاجة للفداء لذا كان لابد أن يأخذ السيد المسيح جسداً بروح إنسانية .

 

ثانياً : هل روح السيد المسيح الإنسانية مخلوقة ؟

عندما سؤل مثلث الرحمات نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية:

هل الروح الناسوتية للسيد المسيح خلقت عندما تجسد فى بطن العذراء؟

أجاب فى كتابه اللاهوت العقيدى الجزء الثانى صفحة 174 و قال :

" طبعاً الروح الناسوتية مخلوقة ، فالروح الناسوتية غير اللاهوت ، لأن المسيح وهو الإله إتخذ إنسانية كاملة ، و الإنسانية الكاملة لابد أن يكون فيها الروح و الجسد ، لأنه كنائب عن البشرية لابد أن يكون روح وجسد . إذ كان الله أخذ جسد إنسان و لم يأخذ روحاً ، يكون المسيح بهذا صار فادياً عن الحيوان ، إنما إذا كان المسيح قد جاء لفداء الإنسان ، فالإنسان كله يتركب من روح و جسد ، فعندما نقول "الناسوت " او "الإنسانية " معناها إن المسيح أخذ إنسانية كاملة ، من روح و من جسد . هذه الروح الناسوتية غير اللاهوت ، و هى التى قال عنها الكتاب إنه على الصليب أسلم الروح . هنا الروح الإنسانية هى التى أسلمها على الصليب ، لانه حصل فصل بين الروح و الجسد الإنسانى ، أما اللاهوت فما زال متحدا بكل من الروح و الجسد ."

ثالثاً : مفهوم الشخصنة فى طبيعة السيد المسيح :

و يوضح نيافة الأنبا بيشوى فى كتابة مائة سؤال فى العقيدة المسيحية الأرثوذكسية صفحة 60 :

"إن العقل هو هو صفة من صفات الطبيعة و لذلك نقول عن الطبيعة البشرية إنها طبيعة عاقلة ، و بذلك إتخذ السيد المسيح روحاً بشرياً عاقلاً حينما أخذ ناسوته الكامل أى الجسد و الروح من العذراء مريم بفعل الروح القدس ، فإن هذا الروح العاقل قد وجد شخصه فى ابن الله المتجسد ، أى أن ابن الله قد أعطى شخصه الخاص للطبيعة البشرية التى إتخذها، بمعنى أنها وجدت شخصها فيه ، و هو ما نعبر عنه أحياناً بأنها قد تشخصنت فى شخص الله الكلمة.

و كما نقول ردا على نسطور أيضا، أن السيد المسيح أخذ طبيعتنا البشرية و شخصنها لنفسه و جعلها طبيعة مشخصنة تخصه هو وحده و لكنه لم يتخذ شخصاً.

رابعا: كيف يكون السيد المسيح إنسانا ً دون أن يأخذ شخصاً بشرياً؟ :-

يجيب نيافة الأنبا بيشوى فى كتابة مائة سؤال فى العقيدة المسيحية الأرثوذكسية صفحة 61 :

" هو صار إنساناً لأن شخصه الخاص قد إتخذ الطبيعة البشرية الخاصة به و جعلها طبيعته الخاصة ، فشخص ابن الله الحامل للطبيعة البشرية هو إنسان ، لأن الطبيعة البشرية متى حملها شخص فهو إنسان ، و قد وجدت الطبيعة البشرية شخصها فى شخص الابن الوحيد كمالك و حامل لهذه الطبيعة ، و بهذا صار الكلمة إنساناً و استمر إلهاً كما هو. و هذا ما نردده فى التسبحة ( لم يزل إلها ، أتى و صار ابن بشر ، لكنه هو الإله الحقيقى أتى و خلصنا ) ( ثيؤطوكية الخميس )

فى الإنسان طبيعتان فقط يكونان طبيعة واحدة . لذلك فالشخص موجود مع الروح الإنسانى الذى هو الجوهر الأسمى فى الإنسان ، أما فى المسيح فالجوهر الأسمى هو اللاهوت لذلك فشخصه مرتبط بلاهوته و يوّحد الناسوت معه فى نفس هذا الشخص الواحد.

و الشخص هو مالك الطبيعة و حاملها و مالك الجوهر و حامله ، فهو صاحب ال Ego  ( الأنا ) و لأن الله الكلمة هو نفسه إتخذ ناسوتاً و صار إنساناً ، و هو نفسه تجسد فليس محتاجاً لمالك آخر يشاركه أو ينافسه. أى ليس محتاجاً لأن يكون لديه شخصان أحدهما يملك الناسوت و الآخر يملك اللاهوت لأن فى هذه الحالة ستكون مجرد سكنى ، لأن وجود اثنين يعنى سكنى الواحد فى الآخر مثل سكنى الروح القدس فى الإنسان و لكل منهما شخصه الخاص.لكن مثلما تتحد روح الإنسان بالجسد و كلاهما يملكهما نفس الشخص ، هكذا فإن لاهوت السيد المسيح متحد بناسوته و كلاهما ( اللاهوت و الناسوت )يملكهما نفس الشخص الذى هو شخص أقنوم الكلمة "

خامساً : دور الروح الإنسانية للسيد المسيح فى الفداء والخلاص :

ما سبق أن ذكرناه يدفعنا إلى السؤال المنطقى التالى الذى يوضح دور الروح الإنسانية للمسيح فى عمل الفداء و الخلاص وهو : أين ذهبت روح السيد المسيح بعد الموت على الصليب ؟

و يجيبنا أيضاً مثلث الرحمات نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية فى نفس المرجع المذكور سابقا  صفحة  350 – 351  فيقول :

" روح السيد المسيح الإنسانية ، عندما إنطلقت من جسده  مضت وهى متحدة باللاهوت الى العالم السفلى ، الى الجحيم ، لتبشر الأرواح المحبوسة هناك بالخلاص ، و بالعتق من أسر إبليس و عبودية الجحيم .

لذلك يسمى يوم السبت الذى قضاه المسيح هناك بسبت النور ، و على الرغم من إنه كان هو السبت الحزين بالنسبة لتلاميذ السيد المسيح ، وقد كانوا ينوحون و يبكون ( مر 16: 10 ) و كانت الأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين لسبب الخوف من اليهود ( يو 20 : 19 ) لكنه يسمى "بسبت النور" بالنسبة للقديسين فى العالم السفلى ، فى الجحيم حيث كانوا منتظرين إطلاق سراحهم من الحبس و خلاصهم من بيت السجن ، إذ كانوا جالسين فى الظلمة كقول اشعياء النبى " لِتُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ الْمَأْسُورِينَ، مِنْ بَيْتِ السِّجْنِ الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ." ( أش 42 : 7 ) متوقعين الفداء ، فدخل المسيح إليهم وأشرق عليهم بنوره ، "الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ" ( مت 4 : 16 ) و ( لو 1 :79 )

كما إنهم فرحوا بالخلاص الذى حققه المسيح بعمل الفداء ، و قد قال السيد المسيح " أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ." (يو 8 : 56 )

و إن الحوارالذى يجرى فى كنائسنا  ليلة عيد القيامة ، و الأنوار مطفأة بين الكهنة فى داخل الهيكل وخارجه  ما هو إلا صورة للحوار الذى جرى فى العالم السفلى بين حراس بوابات الجحيم من داخل و الملائكة الذين صحبوا السيد المسيح فى رحلته الى العالم السفلى بعد موته على الصليب . هذا الحوار و الترنيمة التى تسمى "البرلكس" و التى نرتلها ليلة عيد القيامة تعبرعنه التى مطلعها " يا كل الصفوف السمائيين ... "

 و قد جاء فى سفر المزامير بروح النبوة ما صنعه السيد المسيح له المجد بإقتحام الجحيم و إطلاق المأسورين من القديسين فيه " الْجُلُوسَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، مُوثَقِينَ بِالذُّلِّ وَالْحَدِيدِ. لأَنَّهُمْ عَصَوْا كَلاَمَ اللهِ، وَأَهَانُوا مَشُورَةَ الْعَلِيِّ. فَأَذَلَّ قُلُوبَهُمْ بِتَعَبٍ. عَثَرُوا وَلاَ مَعِينَ.ثُمَّ صَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ، فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. أَخْرَجَهُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، وَقَطَّعَ قُيُودَهُمْ. فَلْيَحْمَدُوا الرَّبَّ عَلَى رَحْمَتِهِ وَعَجَائِبِهِ لِبَنِي آدَمَ.لأَنَّهُ كَسَّرَ مَصَارِيعَ نُحَاسٍ، وَقَطَّعَ عَوَارِضَ حَدِيدٍ." ( مز 107 : 10 – 16 )

و يستطرد بالشرح والتفصيل فى هذا الشأن فى كتابه اللاهوت العقيدى - الجزء الأول ( لاهوت السيد المسيح )  صفحة 719 – 720 فيقول :

" لكى نفهم ما جرى على الصليب من أجل خلاصنا ،فإن الروح الإنسانية للمسيح قد فارقت الجسد، ليتم عمل الموت فداء عن الإنسان مع فارق عظيم ، هو إنه فى موت الإنسان تفارق الروح الجسد الى مقر مؤقت تبقى فيه الى يوم الدينونة و الحساب .أما بالنسبة للمسيح له المجد فان المفارقة بين الروح و الجسد كانت مفارقة لبعض ساعات ،لانه قام من بين الاموات فى اليوم الثالث لصلبه – ثم ان هذه المفارقة كانت فى محيط اللاهوت المتحد بكل من الجسد و الروح الإنسانية ، و على ذلك كان المسيح على الصليب حيا بلاهوته على الرغم من مفارقة الروح الإنسانية بالجسد ، و لذلك فان آباء مجمع نيقية كانوا حريصين على أن لا يقولوا عن المسيح فى قانون الايمان إنه " مات ".

أما هذه المفارقة بين الروح و الجسد فى المسيح فكانت مفارقة فى نطاق الناسوت ، و لكنها لم تهدم الإتحاد القائم بين اللاهوت و الناسوت. و كما جاء فى صلوات القداس :" أن لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده".

و لهذا لم يرد فى قانون الإيمان صراحة أن المسيح مات ، لئلا يفهم من هذا إنه مجرد إنسان ، مع إنه هو الله الكلمة الذى إتخذ صورة إنسان ، و ظهر فى هيئة إنسان، لكن الله حى لا يموت.

ولذلك أيضا نقول فى صلواتنا ( قدوس الله ، قدوس القوى ، قدوس الحى الذى لا يموت .يا من صلب عنا إرحمنا).

و فى قطع صلوات الساعة التاسعة فى كتاب الأجبية يقول المصلى " يا من ذاق الموت بالجسد فى وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة ." و هذه توكيد لإعتقادنا فى المسيح إنه هو الله الكلمة ، و الله لا يموت ، لكنه ( ذاق الموت بالجسد )

و لذلك أيضا ترتل الكنيسة فى الساعة الثانية عشر من يوم الجمعة العظيمة ، و هى الساعة التى دفن فيها جسد المسيح فى القبر " عرشك يا الله إلى دهر الدهور ، قضيب استقامة قضيب ملكك " ( مز 44 : 6 ) ، ( عب 1 : 8 ) وذلك توكيداً لحقيقة لاهوت المسيح الفادى ، و أن لاهوته لم يفارق ناسوته حتى مع مفارقة الروح الإنسانية للجسد و نزول الجسد الى القبر ،فإننا نعرف إنه من القبر نزل المسيح الى العالم السفلى و اقتحمه بسلطان لاهوته ، و نقل آدم و بنيه المنتظرين الفداء ، الى الفردوس . إنه نزل أولاً الى أعمق أعماق الأرض.و هذا الذى نزل هو نفسه الذى صعد الى العلى ، الى ما فوق السموات كلها ( اف 4 : 8 - 10 )

و لذلك فإنه على الرغم من هذه المفارقة و هو على الصليب و بعد تلك المفارقة خرج منه على الفور ( دم و ماء ) ( يو 19 : 34 )  مما يدل على إنه و إن كان الناس " رأوه قد مات " إلا إنه كان حيا بلاهوته .

جاء فى الرسالة إلى رومية " مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ." ( رو 8 : 34 ) و جاء أيضاً " لأَنَّ الْمَسِيحَ، إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ، مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ. فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضًا أَنْ يَمُوتَ.وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا. فَبِالأَوْلَى كَثِيرًا وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ!" ( رو 5 : 6-9 )

و قال المسيح له المجد فى الرؤيا للقديس يوحنا الرائى " لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ،وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتًا، وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ! آمِينَ. وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ" ( رؤ 1 : 17 – 18 ) "

 

سادساً : أشهر الهرطقات التى طالت الروح الإنسانية للسيد المسيح :

و من أشهر الهرطقات التى لها علاقة بهذا الموضوع:

الأبوليناريون (  Apollianarians):

فى كتابه نظره شاملة لعلم الباترولوجى فى الستة قرون الاولى ص 349 – 350 يشرح لنا قدس أبونا تادرس يعقوب ملطى هذه البدعة فيقول:

  • موضوع البدعة :

أبوليناريوس أسقف اللاذقية بسوريا ،ولد حوالى 310 – 315 م و توفى حوالى 390 – 392 م

حارب الأريوسية بجوار القديس أثناسيوس و باسيليوس ، و لكنه أدين هو نفسه بالهرطقة فى النهاية .

كمدافع لا يلين و محارب بارز ضد الأريوسيين ،لم ترقه العقيدة الإنطاكية التى تسلمها ، و أراد بحل أفضل أن يستبعد أى إتجاه مغلوط لتفسير الإتحاد السرى بين الناسوت و اللاهوت فى المسيح على إنه يوجد شخصين فيه.

وفى غيرته على الألوهة الحقيقية للسيد المسيح و خوفه من الفهم الخاطئ بوجود شخصين ، سقط فى الإنكار الجزئى لحقيقة إنسانيته .

و بالنسبة له ، يوجد فى المسيح الجسد الإنسانى و النفس الغير عاقلة و لكن لا توجد الروح الإنسانية أى النفس العاقلة ، بل حل محلها اللوغوس الإلهى . و هكذا يكون فى رأيه ان السيد المسيح يمتلك ألوهة كاملة و لكن ليس ناسوتاً كاملاً .

 

و قال أن السيد المسيح لا يمكن أن يكون له إنسانية كاملة لسببين :

1 – إنه حسب قوانين ما وراء الطبيعة لا يمكن أن ينتج إتحاد بين كائنين تامين الله و إنسان إنما مجرد هجين . ( كائنان تامان أو كاملان لا يمكن ان يتحدا و يكونا كائن واحد كامل )، فعند أبوليناريوس إتحاد اللاهوت كاملاً بالناسوت كاملاً فى شخص واحد هو أمر مناف للعقل.

2 – هناك سبب آخر و هو إن النفس العاقلة هى مركز قوة قرار الشخص ( قدرة الإنسان أن يتخذ قراره ) نحو الصلاح أو نحو الشر، مما يؤدى الى أن ننسب إمكانية الخطية للسيد المسيح .و لكن لابد ان يكون المخلص بلا خطية، لكى يتمم الفداء.

إن الطبيعة الكاملة بالنسبة له هى نفسها "الشخص".

آمن بطبيعة واحدة متجسدة لله الكلمة .ولكنه وصل فقط الى ( σαρκοφόρος θεός ) بمعنى إن ( الله حمل جسداً )، حين كانت النسطورية تنادى فقط (άνωπος θεοφόρος )  بمعنى إن ( إنسان حامل الله ) ، بدلا من (θεάνθρωπος ) أى إله متأنس.

يحتكم الى حقيقة ان الاسفار تقول : " الكلمة صار جسداً (و ليس روحاً ) الله ظهر فى الجسد ". و قد رد عليه غريغوريوس النزيانزى بأن فى هذه الفقرات من الكتاب المقدس إستخدم تعبير (σάρξ) أى الجسد كمجاز مرسل ( ذكر الجزء و المراد الكل ) لكل الطبيعة البشرية.

و ينسب نيافة الحبر الجليل مثلث الرحمات الأنبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ فى كتابه مائة سؤال و جواب فى العقيدة المسيحية الارثوذكسية صفحة 59 هذا الفكر المنحرف الى :

"منظومة التكوين الثلاثى ( Trichotomy ) للإنسان ، فقال أبوليناريوس كما أن الإنسان مكون من جسد و نفس و روح عاقل ،كذلك فإن الله الكلمة المتجسد يكون مكوناً من جسد ، و نفس و روح عاقل الذى هو أقنوم الكلمة أى لاهوته ،لأن الله هو روح .

و علم أبوليناريوس بفكرة ( لوغوس – ساركس ) أى ( الكلمة – الجسد ) وحاول أن يفسر الإتحاد بين اللاهوت و الناسوت بأن اللاهوت أخذ مكان الروح الإنسانى فى المسيح . و بهذا صار الإتحاد بين اللاهوت و الناسوت هو بدلاً من الإتحاد بين الروح الإنسانى و الجسد فى الإنسان العادى."

  • رفض و مقاومة الآباء لهذه البدعة :

بإنكارأبوليناريوس للنفس العاقلة فى شخص السيد المسيح - وهو أهم عنصر فى الطبيعة البشرية- جرد أبوليناريوس التجسد و الفداء من معنيهما .

يقول نيافة الأنبا بيشوى فى كتابه مائة سؤال صفحة 59 عن رأى آباء مجمع القسطنطينية :

"أن السيد المسيح له روح إنسانى عاقل لأنه جاء لخلاص البشر و ليس لخلاص الحيوانات . و أنه كان ينبغى أن يكون للمسيح إنسانية كاملة لكى يتم إفتداء الطبيعة الإنسانية ، و أن الروح البشرية مثلها مثل الجسد فى حاجة إلى الفداء، و هى مسئولة عن سقوط الإنسان ، فالروح أخطأت مع الجسد و تحتاج إلى الخلاص ، و لهذا يجب أن يتخذها كلمة الله مع الجسد.

إن أهم ما شغل الآباء ضد الأبولينارية هو أن الروح الإنسانى العاقل بقدرتها على الإختيار كانت هى مقر ( كرسى ) الخطيئة  Seat of Sin . أى يعتبرون أن الروح الإنسانى العاقل فى الإنسان هى الجوهر الأقوى و هى قادرة على إتخاذ القرار، و لأن الشخص فى الإنسان مرتبط بالروح العاقلة فالروح العاقلة هى التى تتخذ القرار لأن الجسد عندما يموت لا يضيع الشخص بل يظل موجوداًمع الروح .مثال لذلك القديسون الذين استشهدوا أو إنتقلوا فإن أرواحهم مع أشخاصهم مازالت موجودة و تعمل المعجزات، و أحياناً تخاطب المؤمنين. "

من الآباء المشهورين الذين دحضوا هذه الهرطقة و كتبوا ضدها و أدانوها ، القديسون :أثناسيوس ، كيرلس ، باسيليوس ، غريغوريوس النزيانزى ، غريغوريوس النيصى ، فيلوكسينوس المنبجى و ساويرس الإنطاكى.

كتب القديس غريغوريوس النزيانزى رئيس اساقفة القسطنطينية ( 380 – 381 م) فى رسالته  Ep. ci :

إن وضع أى إنسان ثقته فى المسيح كإنسان بلا عقل بشرى ، فهو نفسه بلا عقل و غير مستحق للخلاص. فإن ما لم يُتخذ لو يُشفَ .إن ما إتحد بلاهوته هو الذى خَلُصَ . ليتهم لا ينكرون علينا خلاصنا كله ، أو يمنحوا المخلص العظام و الأعصاب و الشكل الإنسانى فقط .يجادل أبوليناريوس و يقول بإنه لا يمكن أن يحتوى ( السيد المسيح ) طبيعتين كاملتين . بالتاكيد لا ، إن كنت تفكر فيه بطريقة مادية ، فمكيال الحبوب لا يمكن أن يحتوى مكيالين ، و لا مكان جسد واحد يمكن أن يحوى جسدين أو أكثر .لكن إن كنت ستنظر إلى ما هو روحى و غير مادى ، فتذكر إنى فى شخصى الواحد أستطيع أن احتوى نفساً ، و عقلاً و ادراكاً و الروح القدس. و إن إستندوا على النص " الكلمة صار جسداً " فهم لم يدركوا إن مثل هذه التعبيرات أستخدمت كمجاز حيث يقوم الجزء مقام الكل.

و كتب ايضا فى نفس الرسالة :

لكن، يقول قائل إن اللاهوت حل محل النفس العاقلة. إذن لنسأل كيف يتلامس هذا معى (يقصد كيف يؤثر فى َّويعالجنى )؟. لأنه إن إتحد اللاهوت بالجسد وحده لا يكون إنساناً ، و لا إن إتحد بالنفس وحدها. أو إن إتحد بكليهما بعيداً عن العقل الذى هو أكثر جزء ضرورى فى الإنسان . إذن أحفظ الإنسان بكامله متحداً بالألوهة حتى يستطيع أن يفيدنى بكليتى.

كما كتب القديس اثناسيوس الرسولى ضد الأبولينارية قائلا:

"لم يكن للمخلص جسداً بلا نفس ، أو بلا فهم أو بلا عقل ، لانه لم يكن من الممكن عندما صار الرب إنساناً من أجلنا ، أن يكون جسده بلا عقل أو كان جسداً فقط ، و لكن النفس وجدت لها خلاصاً فى الكلمة نفسه ، ولكونه بالحقيقة ابن الله هو نفسه صار بكراً بين إخوة كثيرين "( الرسالة الى الإنطاكيين 362 م )

تغلبت العقيدة الأرثوذكسية على هذه الصعوبة بأن عَلَمَتْ بإنه لا يوجد شخص فى الطبيعة البشرية للسيد المسيح بل أن شخصية السيد المسيح تستقر بأكملها فى اللوغوس.

  • الإدانة الأبولينارية :

رفضت تعاليم أبوليناريوس فى مجمع بالإسكندرية سنة 362 م

و فى 377 م أدانة المجمع الغربى فى روما تحت رئاسة البابا داماسوس ،

ثم تبعه المجمع الشرقى فى الاسكندرية فى سنة 378 م ،

و أيضا أدانوه فى انطاكية فى سنة 379 م ،

ثم فى القسطنطينية المجمع المسكونى المنعقد سنة 381 م برئاسة برئاسة القديس ميلاتيوس بطريرك إنطاكية وكان عدد الذين حضروا فيه 150 أسقفًا يتقدمهم البابا تيموثاوس بابا الإسكندرية مع بعض أساقفته وكيرلس أسقف أورشليم ونكتاريوس وغريغوريوس النيصي أسقف نيصص وغريغوريوس الناطق بالإلهيات وبلاجيوس أسقف اللاذقية.

وفى ختامه اصدر الإمبراطور ثيؤدوسيوس ( 379 – 395 م) قراراته بمنع تعاليم أبوليناريوس و أتباعه.

كان أبوليناريوس لازال على قيد الحياة عندما كتب القديس غريغوريوس النيصى ضده فى سنة 385 م

سابعاً : تعليقات و أقوال آبائنا المعاصرين فى هذا الموضوع :-

  • يقول مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث فى كتابة طبيعة المسيح عن هرطقة أبوليناريوس :

" كان أبوليناريوس ينادى بلاهوت المسيح، ولكن لا يؤمن بكمال ناسوته. إذ كان يرى أن ناسوت المسيح لم يكن محتاجاً إلى روح، فكان بغير روح، لأن الله اللوغوس كان يقوم بعملها في منح الحياة. ولما كان هذا يعنى أن ناسوت المسيح كان ناقصًا، لذلك حكم مجمع القسطنطينية المسكوني المقدس المنعقد سنة 381 م بحرم أبوليناريوس وهرطقته هذه".

  • ويقول مثلث الرحمات نيافة الأنبا غريغوريوس فى كتابة عن اللاهوت العقيدى الجزء الاول ( لاهوت السيد المسيح ) بعنوان إتخذ المسيح وهو الإله إنسانية كاملة من روح و جسد من صفحة 716 - 720 فيقول :

" أن السيد المسيح له المجد هو فى ذاته، الله الأزلى الأبدى، ولكنه إتخذ له فى الزمان جسداً إستتر فيه ، و إحتجب به ، حتى لا تحترق الأرض و سكانها من وهج لاهوته ، " لأن إلهنا نار آكله " (عب 12: 29 ) .

ولما كان مجئ المسيح له المجد إلى العالم و ظهوره هو لخلاص الإنسان و لأداء مهمة الفداء التى لم يكن ممكنا لأحد آخر أن يقوم بها ،لذلك إقتضت حكمة الله أن يتخذ الله صورة الإنسان.

يقول الكتاب المقدس عن الرب يسوع المسيح " الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ .لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإنسان، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. "( في 2 :6 – 8 ).

وإذن فالسيد المسيح و هو "الله الكلمة " إتخذ صورة العبد ، مثل الناس وظهرفى العالم على مثال البشر. فهو قد إتخذ لا جسدا فقط ، بل إتخذ إنسانية كاملة ،من روح و جسد.

هذه الروح هى روح إنسان، لان الخلاص هو للإنسان ،و ليس للحيوان كما قال آباء الكنيسة فى الرد على أبوليناريوس .

و كما جاء فى النص الذى أقره مجمع نيقية " تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطى و تألم و قبر و قام من بين الأموات ،و صعد الى السموات و جلس عن يمين أبيه ." و هنا يلاحظ أن آباء مجمع نيقية أرادوا ان يوضحوا حقيقة التجسد الإلهى و إن الله الكلمة لم يتخذ مجرد جسد بغير روح ،لذلك قالوا فى قانون الإيمان ( تأنس ) أى إتخذ إنسانية كاملة ، من روح و جسد . و هذه هى الروح التى أشار إليها السيد المسيح له المجد . و هو على الصليب بقوله " يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. وَلَمَّا قَالَ هذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ. " (  لو 23 : 46 ) .

ثامناً : خلاصة هذا البحث:

إن الروح التى أسلمها السيد المسيح له المجد ( الكلمة المتجسد) على الصليب هى روحه الإنسانية التى سبق أن إضطربت وحزنت كما ذكر الكتاب المقدس ،وهى التى بدونها لا يكون المسيح إتخذ إنسانية كاملة. وعندما فارقت جسده على الصليب دون أن تفارق اللاهوت نزلت إلى أعماق الجحيم لتتمم الخلاص وتبشر الراقدين على رجاء مجئ الرب من آدم وكل  بنيه وتردهم إلى موضع الإنتظار اللائق بالابرار و هو الفردوس. هذا الذى نزل، هو نفسه الذى صعد إلى العلى ،إلى ما فوق السموات كلها. وجلس عن يمين الآب.

ولإلهنا كل مجد و كرامة إلى الأبد . أمين .

 

إلى هنا أعاننى السيد المسيح له المجد .

اذكرونى فى صلواتكم

اغنسطس اكليريكى / مينا ثروت قلادة

المراجـــع :

  1. الكتاب المقدس .
  2. كتاب "طبيعة المسيح" لقداسة البابا شنودة الثالث .
  3. كتاب اللاهوت العقيدى - الجزء الاول ( لاهوت السيد المسيح ) لنيافة الأنبا غريغوريوس .
  4. كتاب اللاهوت العقيدى - الجزء الثانى ( سرى التجسد والفداء ) لنيافة الأنبا غريغوريوس.
  5. كتاب عقيدة التجسد الإلهى لقدس أبونا الدكتور بيشوى حلمى.
  6. كتاب مائة سؤال و جواب فى العقيدة المسيحية الارثوذكسية لنيافة الأنبا بيشوى.
  7. مذكرة اللاهوت العقائدى و اللاهوت المقارن ( حوارات مسكونية – اٌقوال آباء) لنيافة الانبا بيشوى مطران دمياط و كفر الشيخ فى - الطبعة الثالثة و العشرون  لعام 2017-2018.
  8. كتاب نظره شاملة لعلم الباترولوجى فى الستة قرون الاولى لقدس أبونا تادرس يعقوب ملطى.
  9. الموقع الاليكترونى للقديس تكلا هيمانوت الحبشى القبطى الارثوذكسى.

محتويات البحث :

  • مقدمة
  • أولاً : هل للسيد المسيح روحــاً إنسانية ؟
  • ثانياً : هل روح السيد المسيح الإنسانية مخلوقة ؟
  • ثالثاً : مفهوم الشخصنة فى طبيعة السيد المسيح .
  • رابعا: كيف يكون السيد المسيح إنسانا ً دون أن يأخذ شخصاً بشرياً ؟
  • خامساً : دور الروح الإنسانية للسيد المسيح فى الفداء والخلاص .
  • سادساً : أشهر الهرطقات التى تأولت على الروح الإنسانية للسيد المسيح ( الأبوليناريوسية )
    • موضوع البدعة  - رفض و مقاومة الآباء لهذه البدعة - الإدانة الأبولينارية
  • سابعاً : تعليقات و أقوال آبائنا المعاصرين فى هذا الموضوع .
  • ثامناً : خلاصة هذا البحث.
  • المراجع
  • محتويات البحث