طباعة هذه الصفحة

أعياد و مناسبات الكنيسة القبطية الارثوذكسية

إن كلمة عيد بصفة عامة تعني احتفال بمناسبة هامة أثرت في تاريخ البشرية، يتعود الناس تذكرها كل عام بكل ما فيها من خير ومن فوائد عامة وخاصة. فالعيد يعاد كل عام ويتعود الناس علي الاحتفال به، والله نفسه أمر بذلك ورتب هذه المناسبات كتذكارات ثابتة حتى لا ينسى الناس أعمال الله العجيبة التي صنعها لأجلهم.

ولا شك أن روح الله قاد الكنيسة لترتب طقوس هذه الأعياد بترتيب وتنسيق عجيب سوف نتأملها ونتفهم تلك الحكمة الإلهية الفائقة ،فأرواحنا تصلي وعقولنا تتأمل وأجسادنا تشارك في العبادة والتأمل فتنال بركات هذه المناسبات.....

و هكذا فهى تحركنا نحو شكر الله و تسبيحه و تمجيده و التغنى بأعماله المجيده و اياته ، فتنمو بها محبتنا لله و تقديرنا لصنيعه معنا،فهى واسطة لتنشيط العبادة و العواطف الروحية ، و انتشار روح التقوى. كما انها توطد ايماننا و تثبت رجائنا ، فهى تشتمل على حقائق لاهوتية ترسخ ارتباطنا بالله. كما انها وسيلة صالحة لحفظ الشريعة و تثبيت العقائد الايمانية الراسخة فى الكنيسة القبطية الارثوذكسية.

إن الأعياد السيدية هي فرص تعبدية تخص السيد المسيح وتعيش فيها الكنيسة أحداث هذه التذكارات الفائقة. إذ نتذكر فيها إحسانات الله محب البشر وإنعاماته علينا. فكل عيد يحمل في طياته الكثير من المعاني الروحية العميقة التي لو تعايشنا معها بعمق لزدنا ارتباطًا بالرب يسوع وتحولت حياتنا إلى إنجيل معاش. مختبرين ذلك المبدأ الروحي الفائق: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 80).

وأيضًا قول القديس يوحنا الحبيب: "الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فان الحياة أظهرت ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا".. (1 يو 1: 1، 2). ذلك لأن الأعياد السيدية تعطينا أن نعيش نفس الأحداث التي تحتفل بها. إذ من خلال الطقس الكنسي نعيش أحداث هذه المناسبات السيدية الهامة ونشترك مع الرسل القديسين ومع كل من عاصر هذه الأحداث. "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكن أيضًا شركة معنا" (1يو 1: 3).

و من خلال هذه الاعياد يستلزم ان نتعرف على التقويم القبطي الذى هو تقويم نجمي، يتبع دورة نجم الشعرى اليمانية،وهو سنة الشهداء التي تسير عليها كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.وهو امتداد للتقويم المصري القديم(الفرعونى) الذي يرجع إلى عام 4242 ق.م. . و سنتعرض لمزيد من التفصيل فى اجزاء هذا البحث.

 الاعياد و المناسبات تنقسم الى ثلاث أنواع:

النوع الاول : الاعياد السيدية الكبرى

النوع الثانى : الاعياد السيدية الصغرى

النوع الثالث: أعياد مسيحية أخرى و مناسبات و تذكارات

 

النوع الأول: (الأعياد السيدية الكبرى )

وهي تمس خلاصنا بصورة مباشرة و هم سبعة :

1 - عيد البشارة : ( 29 برمهات)

وهو أول الأعياد من حيث ترتيب أحداث التجسد فلولا البشارة وحلول السيد المسيح في بطن العذراء ما كانت بقية الأعياد، لذلك الآباء يسمونه رأس الأعياد والبعض يسمونه نبع الأعياد أو أصل الأعياد.

و نحتفل بهذ العيد تعبيرا عن فرحة الكنيسة بهذه البشارة، أي أننا نشارك العذراء فرحتها بهذه البشارة المفرحة التي أتت إليها من السماء من خلال رئيس الملائكة جبرائيل. ونشاركها لأنها بشارة للخلاص للبشرية كلها.

فلولا التجسد ما كانت الآلام والموت والقيامة والصعود. ولأنه أول عيد ترتبط فيه السماء بالأرض في مناسبة تخص البشر على الأرض بعد مقاطعة طويلة لم تصل فيها السماء بالأرض.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

هذا اليوم عادة يأتي في الصوم الكبير، ونظرا لأن عيد القيامة متغير لذلك  نراعى ما يلي:

1- الفترة من 29 برمهات وحتى 29 كيهك يحتفل بكل يوم 29 في الشهر القبطي كتذكار للبشارة والميلاد. (مدة الحمل 9 شهور)

2- لا يُفطر يوم عيد البشارة لأنه لا يكسر الصوم الكبير لكن يُعيد فيه باللحن الفريحي وعدم الصوم الانقطاعي. 

3- إذا جاء عيد البشارة في يوم جمعة ختام الصوم أو أحد أيام أسبوع الآلام لا يُحتفل به .

4- العيد له قراءاته وألحانه في التسبحة والقداس في مواضعها.

 

2 - عيد الميلاد المجيد : (28 كيهك و 29 كيهك فى السنة الكبيسة)

عيد الميلاد المجيد هو العيد الثاني من حيث الترتيب. وهو ينبوع النعم والبركات الخلاصية. عيد ميلاد الكلمة الأزلي الذي طربت له السموات وابتهجت له الأرض إذا فيه تبدلت وحشة العدل بأنس الرحمة. ومسح نور النعمة ظلام الناموس. وتمت النبوات وأنجزت المواعيد الإلهية وتجلت الحقائق الروحية تمحو بضيائها الظلال الطقسية. وفيه أعلنت محبة الله للإنسان فاطمأن جميع المنتظرين تعزية إسرائيل (لو 2: 25) وفيه ساوت الأرض السماء وشاركت السماء الأرض فسبحت الله الجنود العلوية هاتفة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة" (لو 2: 14).

يوم عجيب سماه الوحي الإلهي (ملء الزمان) إذ أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة مولودًا تحت الناموس ليفتدى الذين هم تحت الناموس لننال التبنى (غل 4: 4، 5) ورتبت الكنيسة الاحتفال بهذا العيد لتذكير بنيها بمحبة الله وتنازل ابنه الوحيد لخلاصهم (مت 1: 21)، وأول من قدس هذا العيد واحتفل به هم الملائكة في السماء الذين زفوا للعالم بشرى الفرح العام بولادة المخلص المسيح الرب (لو 2: 15) واحتفال الملائكة بهذا العيد وفرحهم به كان تنفيذًا لأمر الله الذي سر به أيضا. وقد صار حقًا على الكنيسة المنشدة به أن تشترك معهم في الأفراح السماوية ممجدة الله الذي افتقد شعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه ليضئ للجالسين في الظلمة وظلال الموت (لو 1: 68 - 79).

هذا وقد تسلمت الكنيسة حفظه والاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء في أوامرهم (يا أخواتنا تحفظوا في أيام الأعياد التي فيها عيد ميلاد الرب وكلموه في اليوم ال25 من الشهر التاسع للعبرانيين الموافق 29 من الشهر الرابع للمصريين (كيهك) ولا تشتغلوا في يوم ميلاد المسيح لأن النعمة أعطيت للبشر في  ذلك اليوم (المجموع الصفوى ب 19 وجه 197، 199).

تحتفل الكنيسة بميلاد الرب يومي 28 كيهك و29 كيهك حتى لا نطيل فترة الحبل المقدس يومًا إذ أن من 29 برمهات: 29 كيهك في السنة العادية البسيطة هو 9 شهور ولكن السنة الكبيسة يكون الحساب من 29 برمهات حتى 28 كيهك هو 9 شهور. لذلك يحتفل بيومي 28 و 29 كيهك، و يقابلهم 7، 8 يناير. هذا يتكرر كل أربع سنوات في السنة الكبيسة فقط . تعتبرهم الكنيسة كأنهما مساء و صباح يوم واحد.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

1- بدون مزامير:- يقدم الحمل بدون مزامير للتركيز على الحدث.

2- الفترة من 29 كيهك حتى عيد الختان فرح دائم فترة مستمرة.

3- برامون : العيد له برامون أي استعداد بالصوم والبرامون مثل الصوم الكبير ليس به أكل سمك.

4- إبصاليات خاصة: العيد له إبصاليات خاصة تتلى في التسبحة.

4- ألحان مميزة: سواء في الهيتنيات أو المحير أو (الأسباسموس - قبل قبلوا بعضكم بعضا)

6- كل فصول القراءات: تعبر عن نداء البشرية للمخلص

 

3 - عيد الغطاس ( 11 طوبة )

تحتفل الكنيسة بهذا العيد سنويًا تذكارًا لعماد الرب ولظهور سر الثالوث القدوس الذي هو قاعدة إيماننا الاولى وأساس الدين المسيحي المستقيم. ذلك فإن الابن الكلمة ظهر في الأردن متجسدًا وتعمد في الماء، والروح القدس ظهر بهيئة حمامة واستقر عليه، وصوت الآب نادى من السماء (هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت) (مت 3: 17) ولهذا يسمى عيد الظهور الإلهي أي ظهور هذا السر العظيم فيه... كما يسمى بالغطاس لأنه الرب اقتبل فيه العماد بالتغطيس بالإجماع.

و قد اتخذت الكنيسة الاحتفال به من الرسل أنفسهم بدليل ما جاء في أوامرهم وهو بنصه (فليكن عندكم جليلًا عيد الظهور الذي هو عيد الغطاس لأن الرب بدأ يظهر فيه لاهوته في المعمودية في الأردن من يوحنا واعملوه في يوم 6 (من الشهر العاشر العبرانيين 11 من الشهر الخامس (طوبة) للمصريين (دسقولية 18))  (و لا تشتغلوا في عيد الحميم لأن فيه ظهرت لاهوتية المسيح وشهد له الأب في العماد ونزل عليه الروح القدس بشبه حمامة وظهر الذي شهد له للقيام أن هذا هو الله الحقيقي وابن الله (رسطب 66 المجموع الصفوي صحيفة 197، 198) وأقول الآباء تؤيد ذلك.. فالذهبي فمه يقول (أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد الأولية عندنا وقد تعين تذكارًا لظهور الإله على الأرض ومعاشرته للبشر (عظته العنصرة راجع 152 على الظهور الإلهي) ومثله القديس اغريغوريوس الكبير في مقالته على عيد الظهور الإلهي... والقديس أيبفانيوس (راجع اتحاد الكنائس وجه 96).

هو عيد (الأبيفانيا) Epiphany (إيبيفاني) وهو عيد الغطاس المجيد، هي معمودية بالتغطيس "وللوقت وهو صاعد من الماء" ولذلك نسمى المعمودية "الغطاس". وأي معمودية ليست بالتغطيس هي معمودية باطلة أو شكلية أو غير كاملة.

معمودية السيد المسيح لم تكن لولادته من الماء والروح لأنه الابن الوحيد للآب بالطبيعة، فلم يكن نزوله في المعمودية لكي يولد من الماء والروح لكنه كان نازلًا من أجل المسحة لذلك سُمى بالمسيح، يسوع اسم الولادة والمسيح هذا اسم المسحة في المعمودية، ولكنها تأسيس لمعموديتنا نحن المؤمنين به، ففيما نال هو المسحة بالمعمودية أعطانا من خلالها الولادة من الماء والروح. لذلك يوحنا المعمدان قال للناس "وسطكم قائم التي لستم تعرفونه، هوذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله" (يو 1: 26).

وقال "إني قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه، وأنا لم أكن أعرفه. لكن الذي أرسلني لأعمد- يقصد الله الاب - قال لي: الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو 1: 33-34).

وهنا ربط بين معمودية السيد المسيح وحلول الروح القدس عليه وأنه يعمد بالروح القدس. معنى هذا أن الروح القدس حل على السيد المسيح كبداية للعهد الجديد لكي يحل على المؤمنين عبر الولادة من الماء والروح ومن خلال سر الميرون سر المسحة المقدسة.

يقول ذهبي الفم "أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد الأولية عندنا وقد تعين تذكارًا لظهور الإله علي الأرض ومعيشته وسط البشر".. وهذا ما أكده القديس أغريغوريوس، والقديس أبيفانيوس في حديثهما عن هذا العيد العظيم في قيمته البشرية.

الابن الكلمة والروح القدس كلاهما أقنومين في الثالوث و لنا هنا ملاحظة لاهوتية، فى المزمور  (مز 45: 6،7) "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب استقامة قضيب ملكك". يتحدث لاهوتيا عن الابن ووضحها القديس بولس في عبرانيين عن الابن، ثم يستكمل المرنم قائلا  "أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أفضل من رفقائك" هذا الجزء يمثل الوضع الناسوتي وهو نفسه كرسيه إلى دهر الدهور هو نفسه الذي مُسح بزيت الإبتهاج. فهنا يكون من خلال المعمودية أن حل الروح القدس على السيد المسيح ناسوتيًا. فالملوك يمسحون بزيت قرن المسحة ولكن في السيد المسيح حل الروح القدس عليه متمما كمال المسحة المقدسة.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

يُصلى قداس اللقان بحيث يسبق رفع بخور باكر قداس العيد و ليس بعده كباقى اللقانات

قراءات النبوات في اللقان تتحدث عن فاعلية الماء وعلاقته بالخلاص (حبقوق النبي وإشعياء النبي وباروخ النبي وحزقيال النبي) ثم البولس من (كورنثوس الأولى 10: 1-13).

يُقال لحن تمجيد ليوحنا المعمدان، ثم لحن أجيوس، ثم أوشية الإنجيل، ثم قراءة المزمور والإنجيل (مز 114: 3-5) والإنجيل (مت 3: 1-17) ثم يُصلى لحن "أفنوتى ناى نان" بالصليب والشموع الثلاث ويُرشم الماء به ثم (كيرياليسون الكبيرة 12 مرة مع رشم الماء بالصليب) ثم الأواشي الكبار السبع (أوشية المرضى - أوشية المسافرين - أوشية الطبيعة - أوشية الراقدين - أوشية القرابين - أوشية الرئيس - أوشية الموعوظين)، ثم طلبه طويلة لأجل بركة الماء وبعدها يُصلى (كيرياليسون 100 مرة)

ثم الأواشي الكبار الثلاثة (أوشية السلام - أوشية الآباء - أوشية الاجتماعات) ثم قانون الإيمان، ثم (أسباسموس) أي السلام أو الصلح (ها قد شهد يوحنا السابق) ثم لحن (هيتنى بريسفيا) أي (بشفاعة والدة الإله) ثم قطع مستحق ومستوجب ثم قطع قدوس، ثم رشم الماء بالصليب والكاهن يصرخ بقوة ثلاث مرات (مقدس وكريم على الماء) ثم رشم الجبهة بالماء من خلال الشاملة التي حول وسط الكاهن ورشم الجبهة لأن يوحنا وضع يده على السيد المسيح.

قوة ماء اللقان ماء اللقان قوة لا يُستهان بها ضد الشيطان. مجرد رش ماء اللقان في أي مكان يبطل عمل الشيطان بقوة. هناك من يحتاج أن يشربها ومن يرشها . انها قوة تعين الكهنوت في مقاومة عمل الشيطان.

ثم يبدأ طقس العيد يصلي القداس ويقدم الحمل بدون مزامير.. يقال الليلويا فاي بي بي.. ني سافيف تيرو. طاي شوري الهتينيات الخاصة بالعيد في مكانها.. مرد الابركسيس. مرد المزمور والإنجيل.. المزمور يطرح باللحن السنجاري.. الاسبسمس (الادام والواطس) وهما علي نغمة إفرحي يا مريم.. وأيها الرب.. ثم التوزيع الذي يراعي فيه الجملة الخاصة بالعيد (مرد إنجيل قداس العيد) يقال كل ربع من مزمور التوزيع.. كذلك يراعي وجود المديحة الخاصة بالعيد.. إلي جانب أي ألحان أخري إضافية خاصة بالعيد. مع ملاحظة دخول الحمل بدوره من خارج الكنيسة حيث يحمل أكبر الكهنة الحمل ويدخل الشمامسة بالشموع قائلين (إبؤرو..) ثم كيرياليسون الحمل.. (وهذا النظام في عيدي الميلاد والغطاس).

تحتفل الكنيسة بعيد الغطاس المجيد لثلاثة أيام من 11-13 طوبة (عيد عرس قانا الجليل).. وتؤدي فيها الصلوات بالطقس الفرايحي ويمنع فيها الصوم الانقطاعي.

 

4 - عيد الشعانين - أحد السعف ( يوم الاحد الذى يسبق أحد القيامة )

* عيد متنقل اى انه يتغير من عام الى عام بناء على حساب الابقطى و تحديد موعد عيد القيامة *

وهو عيد دخول السيد المسيح إلى أورشليم كحمل حقيقي تحت الحفظ من اليوم العاشر من نيسان إلى اليوم الرابع عشر حيث يذبح (مثلما كان يحدث مع خروف الفصح). وكلمة شعانين مأخوذة من كلمة هوشعنا أي خلصنا وهي كلمة عبرية يقابلها باليونانية أوصانا وكلها بمعنى خلصنا.

تحقيق النبوات عن هذا اليوم: نبوة (زكريا 9: 9) "ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع  وراكب على حمار وجحش ابن أتان"

ذكر ت البشائر الاربعة هذا الحدث فورد فى (مت 21: 1-17، مر 11: 1-11، لو 19: 29-46، يو 12: 12-23) سنورد منها ما ذكره القديس مارمتى البشير  كمثال : "  وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ  قَائِلًا لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا».  فَكَانَ هذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ الْقَائِلِ: «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ».  فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ،  وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا. وَالْجَمْعُ الأَكْثَرُ فَرَشُوا ثِيَابَهُمْ فِي الطَّرِيقِ. وَآخَرُونَ قَطَعُوا أَغْصَانًا مِنَ الشَّجَرِ وَفَرَشُوهَا فِي الطَّرِيقِ. وَالْجُمُوعُ الَّذِينَ تَقَدَّمُوا وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرَخُونَ قَائِلِينَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي!». وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هذَا؟»  فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».  وَدَخَلَ يَسُوعُ إِلَى هَيْكَلِ اللهِ وَأَخْرَجَ جَمِيعَ الَّذِينَ كَانُوا يَبِيعُونَ وَيَشْتَرُونَ فِي الْهَيْكَلِ، وَقَلَبَ مَوَائِدَ الصَّيَارِفَةِ وَكَرَاسِيَّ بَاعَةِ الْحَمَامِ  وَقَالَ لَهُمْ: «مَكْتُوبٌ: بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ!» وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ عُمْيٌ وَعُرْجٌ فِي الْهَيْكَلِ فَشَفَاهُمْ. فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ الْعَجَائِبَ الَّتِي صَنَعَ، وَالأَوْلاَدَ يَصْرَخُونَ فِي الْهَيْكَلِ وَيَقُولُونَ: «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ!»، غَضِبُوا  وَقَالُوا لَهُ: «أَتَسْمَعُ مَا يَقُولُ هؤُلاَءِ؟» فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «نَعَمْ! أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ: مِنْ أَفْوَاهِ الأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ هَيَّأْتَ تَسْبِيحًا؟»  ثُمَّ تَرَكَهُمْ وَخَرَجَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ إِلَى بَيْتِ عَنْيَا وَبَاتَ هُنَاكَ. "(مت 21: 1-17)

كما ان حديث الرب عن نفسه فى هذا اليوم يعكس لاهوته و سلطانه: "بيتي بيت الصلاة يدعى" و "من أفواه الأطفال والرضعان هيأت تسبيحًا" و "مملكتي ليست من هذا العالم" (يو 18: 26) و  "إن سكن هؤلاء لنطقت الحجارة" (مت 21: 16).

أما ترتيل (أوصانا) في أثناء الطواف (الدورة التي تعمل في باكر العيد) خارجة من الترنيمة النبوية المذكورة فى سفر المزامير  "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب، نبتهج ونفرح فيه .آه يارب خلص آه يارب أنقذ .مبارك الآتي باسم الرب. باركناكم من بيت الرب" (مز 118: 24-26) التي لاقى بها الشعب العبراني رب المجد يوم دخوله أورشليم.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

يتميز هذا العيد طقسيا بالاتى

اللحن الشعانيني: الذي يحمل روح التهليل والفرح في كمال صورته (لحن افلوجي مينوس).

دورة الشعانين: والتي تشمل: باب الهيكل الكبير - أيقونات العذراء - البشارة - الملاك ميخائيل - مارمرقس - مارجرجس - شفيع الكنيسة - الأنبا أنطونيوس - الباب البحري - اللقان - الباب القبلي - يوحنا المعمدان.

تقرأ البشائر الأربعة في أركان الكنيسة الأربعة شهادة أن ذبيحة المسيح كافية للعالم كله وأن الكرازة بالإنجيل وبالخلاص للعالم كله.

الجناز العام: وفكرته انشغال الكنيسة بآلام المسيح.

 

5 – عيد القيامة المجيد: ( يتم تحديده بحساب الابقطى ) *سيتم شرح حساب الابقطى بالتفصيل فى بحث اخر

* عيد متنقل اى انه يتغير من عام الى عام بناء على حساب الابقطى و تحديد موعد عيد القيامة *

إن عيد القيامة يفوق سائر الأعياد ويسمو عليها كما تفوق الشمس سائر النجوم. انه يوم الفرح و مبعثه فى نفوس كل المؤمنين.  فيه أشرقت أنوار القيامة وسطعت على جميع شعب الله وبددت بأشعتها دجى الظلام. فيه سحق يسوع رأس الحية ،وحطم متاريس الجحيم، وقام منتصرًا على الهاوية، ناقضًا أوجاع الموت. (أع 2: 24) فلا شوكة للموت ولا غلبة فيما بعد. فيه تهليل نفوس الآباء والأنبياء والصديقين وإتمام أمانتهم.فيوحنا ذهبي الفم يدعوه ( إكليل الأعياد)  وغريغوريوس النيزينزي يسميه (ملك الأعياد وعيد الأعياد).

إذا كان اليوم السابع هو السبت فيكون اليوم الأول هو الأحد، وتكون قيامة السيد المسيح هي باكورة لقيامة البشر "صار باكورة الراقدين" (1 كو 15). أي أنه أول من قام قيامة ليس بعدها موت، هناك قيامة قبل ذلك حدثت لـ8 عبر تاريخ الكتاب المقدس 3 في العهد القديم، وفي العهد الجديد: 2 أقامهم السيد المسيح و2 أقاموهم الرسل: بطرس أقام طابيثا وبولس أقام أفتيخوس. لكن باكورة الراقدين تعنى انه أول قيامة لا يعقبها موت، قيامة دائمة وحياة أبدية دائمة.

ويرجع وضع هذا العيد في الكنيسة إلى الرسل أنفسهم بدليل أمر الرسول للمؤمنين بقوله (إن فصحنا أيضًا المسيح ذبح لأجلنا إذا لنعيد بفطير الإخلاص والحق) (1 كو 5: 7، 8) والكنيسة تمارس وتحتفل به من العصر الرسولي بدليل ما جاء في أوامر وقوانين الرسل وهو: يجب عليكن يا أخوتنا الذين اشتريتم بالدم الكريم دم المسيح أن تعملوا يوم الفصح بكل استقصاء واهتمام عظيم من بعد طعام الفطير (بعد عيد اليهود) ولا تصنعوا عيد قيامة ربنا يسوع المسيح آلا في يوم الأحد لا غير وانتم مسرورون بأن يسوع قام من الموت وهو عربون لقيامتنا ويكون لكم هذا ناموسًا أبديًا إلى أن يأتي الرب.. إلخ (دسق. 31 المجموع الصفوي ب 19 وجه 198)

بالقيامة تجلت بعض المعانى اللاهوتية منها:

1- قدرة السيد المسيح بفعل لاهوته أن يقوم من بين الأموات. و هذه القدرة من صفات اللاهوت . (رومية 1: 4) "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات". إذًا هو الله واهب الحياة.

2- إنه استعلن لتلاميذه ونفخ في وجوههم وأمرهم أن يقبلوا الروح القدس لغفران الخطية، "أقبلوا الروح القدس" (يو 20: 20– 23).

3- إتمام الخلاص بالقيامة فالمسيح ذبيحة حية دائمة .إذ صار ذبيحة بالصليب ، حي بالقيامة ، دائمة بالصعود و الجلوس فى يمين عرش الله.

4- تعبير "وَأَقَامَنَا مَعَهُ " (أف 2: 6). أي له القدرة على إعطاء نعمة القيامة سواء القيامة الأولى (التوبة) أو القيامة الثانية من بين الأموات (القيامة العامة).

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

تتلى الالحان الكنسية بصوت الفرح وآلات الحصد والتسبيح

تمثيلية القيامة

دورة القيامة وتعنى وجود المسيح القائم المنتصر على الموت فى وسط الكنيسة ، كما انه إشارة إلى ظهور الرب لتلاميذه وللنسوة بعد قيامته في اليوم ذاته ولكثير من التلاميذ

لايوجد رفع بخور عشية لعيد القيامة لأن السيد المسيح قام فى فجر الأحد ولذلك نبدأ بباكر اليوم مباشرة وليس بالعشية.

لا تُصلى المزامير إلا مزمور القداس ورفع بخور باكر، "هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج به "

 

6 – عيد الصعود المجيد ( فى اليوم الاربعين من عيد القيامة المجيد )

* عيد متنقل اى انه يتغير من عام الى عام بناء على حساب الابقطى و تحديد موعد عيد القيامة *

"وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ. " (لو 24: 50 - 52).

"فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا الأَزْمِنَةَ وَالأَوْقَاتَ الَّتِي جَعَلَهَا الآبُ فِي سُلْطَانِهِ، لكِنَّكُمْ سَتَنَالُونَ قُوَّةً مَتَى حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ وَإِلَى أَقْصَى الأَرْضِ . وَلَمَّا قَالَ هذَا ارْتَفَعَ وَهُمْ يَنْظُرُونَ. وَأَخَذَتْهُ سَحَابَةٌ عَنْ أَعْيُنِهِمْ. وَفِيمَا كَانُوا يَشْخَصُونَ إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ مُنْطَلِقٌ، إِذَا رَجُلاَنِ قَدْ وَقَفَا بِهِمْ بِلِبَاسٍ أَبْيَضَ، وَقَالاَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى السَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأْتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى السَّمَاءِ». " (أع 1:  7 – 11 ).

هذا اليوم مجد بقية الأعياد وشرفها كما يقول الآباء لأن فيه صعد الرب إلى السماء بعد أن أتم عمل الفداء أو أكمل كل التدبير الخلاص من بعد أربعين يوما من قيامته.

طبقًا لما جاء في أوامر الرسل وهو: (من أول اليوم من الجمعة الأولى أحصوا أربعين يومًا إلى خامس السبوت (أي يوم الخمسين) ثم ضعوا عيد لصعود الرب الذي أكمل فيه كل التدبيرات وكل الترتب وصعد إلى الله الآب الذي أرسله وجلس عن يمين القوة (دسق 31) ولا تشتغلوا في يوم الصعود لأن تدبير المسيح أكمل فيه (المجموع الصفوى 198، 199).

نجد في هذا العيد ان الرب يسوع قبل ان يصعد أوصاهم أن يكرزوا وقال لهم "دُفع إلى كل سلطان ما في السماء وما على الأرض فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر". التلاميذ لن يعيشوا كل الأيام لكن كان مقصود الكنيسة. كرازة التلاميذ على مر الأيام، أي مع الكنيسة فالأشخاص تنتهي لكن الكنيسة تدوم إلى الأبد.

كما إنه سيأتي كما صعد، لذلك انتظار مجيء المسيح عقيدة "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين" نعلن انتظارنا لمجيئه الثاني.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

تُصلى صلاة الثالثة والسادسة ثم يُقدم الحمل، وهناك مرد خاص بالإبركسيس يُقال حتى عيد العنصرة لارتباط الصعود بحلول الروح القدس.

القراءات كلها تهدف في ذلك اليوم أنها تبرز حقيقة التبني، "صاعد إلى أبى وأبيكم وإلهي وإلهكم" لذلك القراءات تتكلم عن المجد الذي نناله والتبني الذي يصير لنا.

وهناك دورة مثل القيامة بصورتي القيامة والصعود.. ويقال في هذه الدورة (وكذلك في الأحد السادس) إخرستوس آنيستى Χριστός ἀνέστη (القيامة) ثم (أبى إخرستوس أنيليم ابسيس..) ويعاد الاثنين حتى آخر الدورة. وفي نهايتها يقال (بي إخرستوس افتونف..) وهذه الدورة نفسها في العنصرة مع إضافة ربع اللحن السابق كذلك يوجد مرد مزمور وإنجيل وأسبسمات (واطس وآدام) للفترة ما بين الصعود والعنصرة.

 

7 - عيد حلول الروح القدس / البنتيكوستى (penthkocth) ( فى اليوم الخمسين من عيد القيامة المجيد )

* عيد متنقل اى انه يتغير من عام الى عام بناء على حساب الابقطى و تحديد موعد عيد القيامة *

"وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعًا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ،  وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ،  وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا. وَكَانَ يَهُودٌ رِجَالٌ أَتْقِيَاءُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ سَاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. فَلَمَّا صَارَ هذَا الصَّوْتُ، اجْتَمَعَ الْجُمْهُورُ وَتَحَيَّرُوا، لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ كَانَ يَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَتِهِ." (أع 2: 1 – 4 )

سمع الجمع من 14 مكان بلغتهم ما يُصلى التلاميذ به، وكان هذا حصاد فعل الخلاص الذي تممه الرب يسوع للبشرية، نقل البشرية إلى حالة ما قبل بابل أي ما قبل بلبلة الألسن، بالإضافة أيضًا إلى المواهب التي أعطاها الروح القدس للتلاميذ وللكنيسة عمومًا.

أن أصل وضع هذا العيد في الكنيسة يرجع إلى الرسل أنفسهم وتدل شهادات الكتاب وأقوال الآباء والتاريخ على أن الرسل وضعوه واحتفلوا به، كما سنرى:

أولًا: إن الرسول بولس  بعد أن مكث في أفسس أيامًا ودع المؤمنين وأسرع بالذهاب إلى أورشليم قائلا لهم: على كل حال ينبغي أن اعمل العيد القادم في أورشليم (أع 18: 31). وكاتب الأعمال قال (أنهم لما جاءوا إلى ميليتس عزم بولس أن يتجاوز إلى أفسس في البحر لئلا يعرض له أن يصرف وقتا في آسيا لأنه كان يسرع حتى إذا أمكنه يكون في أورشليم في يوم الخمسين (أع 20: 16)

ثانيًا: قد أمر الرسل بالاحتفال به كما يتضح من أقوالهم وهي: (ومن بعد عشرة أيام بعد الصعود: فليكن لكم عيد عظيم لأنه في هذا اليوم في الساعة الثالثة أرسل إلينا يسوع المسيح البار اقليط (لفظة يونانية) أصلها باراكليطون ومعناها المعزى (يو 16: 26) الروح المعزي امتلأنا من موهبته وكلمنا بألسنه ولغات جديدة كما كان يحركنا وقد بشرنا اليهود والأمم بأن المسيح هو الله (دستي 31).

ثالثًا: أقوال الآباء والتاريخ فهي تثبت أنه تسليم رسولي. فأوريجانوس قال أنه تسليم من الرسل أنفسهم (ضد مليتوس ك 8 وجه 19) ويوستيوس الشهيد (راجع تاريخ آوسابيوس 4 ف 5) واغريغوريوس في مقالته على العنصرة.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

أ- تسبحة عشية أحد العنصرة: توجد إبصالية واطس بكتاب اللقان والسجدة وكذلك بالإبصلمودية السنوية. باقي التسبحة فرايحي عادي.

ب- رفع بخور عشية: توجد أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة

 ج- تسبحة نصف الليل: توجد أبصالية آدام خاصة بالعيد بكتاب اللقان والسجدة وكذلك الابصلمودية السنوية.يوجد طرح خاص بعيد العنصرة يقال بعد الثيئوطوكية

د- رفع بخور باكر: يصلون رفع بخور كالمعتاد. وبعد (أفنوتى ناي نان..) يرد الشعب كيرياليسون بالناقوس ثلاث مرات ثم لحن القيامة (كاطاني خوروس) ثم يرتلون البرلكس (يا كل الصفوف السمائيين) وبعده يصعد الكهنة بالمجامر والصلبان والشمامسة بأيديهم الشموع وأمامهم أيقونة القيامة المقدسة.ثم تبدأ الدورة ونكمل صلاة رفع بخور باكر كالمعتاد.

ه- القداس: عند تقديم الحمل يصلون مزامير الساعة الثالثة فقط ويقرأ أنجيلها ولكن لا تُقال القطع هنا بل يصلون قدوس الله قدوس القوى.. ثم يقدم الحمل مع (كيريا ليسون 41 مرة).. وتكمل الصلاة كالعادة إلى نهاية قراءة الابركسيس فلا يقرا السنكسار بل يصلى الكاهن قطع الساعة الثالثة قبطيا ثم عربيًّا . ثم يقولون لحن حلول الروح القدس (بي ابنفما امباراكليطون.. الروح المعزى) وهو يقال في عيد العنصرة وفي رسم الأساقفة والمطارنة وفي الأكاليل وحل زنانير الشمامسة والعرسان. وبعد ذلك مرد المزمور الذي يقال أيضًا في عشية وباكر والقداس.. ثم المزمور يطرح بالسنجاري ثم الإنجيل ثم هذا الطرح (الاثني عشر رسولًا...) موجود بكتاب دورة عيدي الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين. وهناك مرد إنجيل. يوجد أسبسمسين آدام وواطس. وفي وقت التوزيع يصلى المرتلون لحن (آسومين توكيريو..) وهي قطعة رومي تقال في صوم آبائنا الرسل.

و- صلوات السجدة:

+ السجدة الأولى: فيها صلاة يسوع الشفاعية (يو 17)

+ السجدة الثانية: هي وعده للتلاميذ بإرسال الروح القدس وفعلًا حل الروح القدس.

+ السجدة الثالثة: عن بركات الروح القدس، الماء الحي الذي وُهب للكنيسة.

 

النوع الثاني: (الأعياد السيدية الصغرى )

وهي تذكارات لأحداث تخص السيد المسيح و هم أيضا سبعة :

1 - عيد الختان : ( الختان فى اليوم الثامن بعد الميلاد )

عيد الختان هو عيد سيدي صغير يخص ختان السيد المسيح بالجسد في لحم الغرلة حسب وصية الله المقدسة التي جاءت في (تك 17: 9-14) إذ يقول الله: "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك، يختن منكم كل ذكر، فتختنون في لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم إبن ثمانية أيام يختن كل ذكر في أجيالكم.. فيكون عهدي في لحمكم عهدًا أبديًا.. وأما الذكر الأغلف الذي لا يختن في لحم غرلته فتقطع تلك النفس من شعبها إنه قد نكث عهدي".

أن الختان لم يضف شيئًا للسيد المسيح ولكنه كان لأجل البشر، فختان ابن الله الوحيد هو اعتماد لبنوة كل من اختتن في العهد القديم، بمعنى أن العطية قديمًا كانت مستمدة من هذا الحدث لأن "عطايا الله فوق الزمن". إذًا البنوة عطية متجددة عبر الأجيال لكل جيل بما يناسبه من طقس، سواء الختان قديمًا أو المعمودية فى العهد الجديد.

يقول القديس كيرلس الكبير عمود الدين: إن الختان الروحي يتم الآن في المعمودية وهذا ما أكده القديس بولس الرسول بقول: " وبه أيضًا ختنتم ختانًا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية بختان المسيح مدفونين معه في المعمودية " (كو 2: 11، 12).

(رقم 8) يشير إلى الحياة الجديدة لأن الزمن يقف عند رقم 7 فالأسبوع 7 أيام ولكن الثامن هو في الأبدية ويرمز لها، لذلك رقم 8 يشير للولادة الجديدة و البداية الجديدة.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

تُصلى مزامير الثالثة والسادسة قبل الحمل، ويُصلى باللحن الفريحي مع الابصاليات الواطس والآدام في التسبحة. والمزمور باللحن السنجاري أي لحن الفرح مع الأسباسموس وتصلى قسمة الأعياد السيدية المذكورة في الخولاجي.

  • إذا وقع عيد سيدي كبيرًا أو صغيرًا في يوم أحد فتقرأ الفصول الخاصة به بدلًا من فصول الأحد.
  • إذا جاء أحد الأعياد السيدية الصغرى يوم أربعاء أو جمعة فلا يجب فيه الفطر وإنما يحل الصوم الانقطاعي بأطعمة صيامي.
  • لا يكون فيه مطانيات إذ أن المطانيات مرتبطة بالصوم الانقطاعي.
  • حيثما تصلي بالطقس الفرايحي تقال الساعة الثالثة والسادسة فقط قبل تقديم الحمل.
  • يصلي الكاهن في الأعياد السيدية الصغرى. (قسمة الأعياد السيدية) (نسبح ونمجد إله الآلهة)
  • الفترة من عيد الميلاد إلي عيد الختان (من 29 كيهك علي 6 طوبة) تؤدي فيها الصلوات بالطقس الفرايحي وتقام القداسات بعد مزامير الساعة الثالثة والسادسة.

 

2 - عيد دخول الرب الهيكل: ( فى 8 أمشير أى بعد 40 يومًا من ميلاده)

دخل السيد المسيح الهيكل طفلا وحمله سمعان الشيخ على ذراعيه وأعلن أنه المخلص. و لان التطهير عمل إلهي ينفذ على الأرض لذلك يحدث بعد 40 يومًا أو ضعف المدة لحواء. أى 80 يوم لأن حواء أكلت وأعطت آدم ليأكل فأخذت ضعف المدة.

لم يكن هدف دخول المسيح التطهير فقط ولكنه استعلان الخلاص بالمخلص من خلال سمعان الشيخ اذ قال "«الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ، الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ". وسمعان هو أحد مترجمي الترجمة السبعينية أي العهد القديم من العبرية إلى اليونانية. ووقف أمام آية "ها العذراء تحبل وتلد ابنًا" (أش 7: 14). فقال له الله ستعيش حتى ترى العذراء تحبل وتلد.

رقم 40 فيه الـ10 × 4 العشرة رقم يشير للسماء والأربعة رقم يشير للأرض لأنها شريعة سماوية تطبق على الأرض، كل موضوع تشترك فيه السماء مع الأرض يظهر رقم 40، موسى أستلم الشريعة بعد 40 يوم على الجبل والمسيح له المجد صام 40 يوم وخدم 40 شهر وعاش 400 شهر.  وصعد بعد 40 يوم من القيامة.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

لا توجد له إبصاليات بل تقال الإبصاليات الموافقة (واطس وآدام) من إبصالية عيد الختان . و له ربع من أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية السنوية. كذلك له مرد مزمور ومرد إنجيل.

 

3 - عيد دخول السيد المسيح أرض مصر (24 بشنس)

وردت نبوءتان في سفر إشعياء تقول: "هوذا الرب راكب على سحابه سريعة وقادم إلى مصر من وجهه ويذوب قلب مصر داخله". (اش 19: 1-20) .و أخرى تقول (في ذلك اليوم يكون مذبح للرب في وسط ارض مصر وعمود الرب عند تخومها) (ش 19: 19).

كان هذا إعلان عن لاهوت السيد المسيح لأنه صاحب المذبح. فليس المقصود مذبح يهودي لأنه خارج أورشليم وليس مذبحًا وثنيًا لأنه للرب. بل انه يدل على مذبح الكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تعبد الثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس فى وسط ارض مصر.

و كما كان مجيء يوسف الصديق إلى مصر حيث أشبع العالم من خيراتها رمزًا صادقًا لمجيء السيد المسيح إلى أرضنا الحبيبة مصر التي بنى فيها مذبحه المقدس إذ تنبأ عنه اشعياء النبي سابقا بل صارت تقدم عليه الذبيحة غير الدموية التى هى جسد الرب و دمه. هذان اللذان بهما صار لنا ليس شبع سبع سنين فقط بل إلى الحياة الأبدية.

كان تحرك العائلة المقدسة بأمر من الملاك جاء ليوسف النجار - ذلك النجم الذى ظهر بين الشمس( هو المسيح) و القمر (هى مريم العذراء )- في حلم ليأمره بالهروب لان هيرودس كان مزمعًا أن يقتل الطفل يسوع. وبعد موت هيرودس جاء الملاك مرة أخرى ليأمر يوسف النجار بعودة العائلة المقدسة مرة أخرى إلى اليهودية.

رحلة العائلة المقدسة فى مصر : من بيت لحم إلى الفرما التابعة للعريش ومنها إلى بسطة (بالقرب من الزقازيق) ومنها إلى المحمة (مسطرد) ثم إلى بلبيس ومنها إلى منية جناح التي بقرب سمنود ثم إلى البرلس ثم إلى بلاد السباخ (سخا الحالية تابعة لكفر الشيخ) وهناك وضع يده على حجر فسمى هذا المكان (بينى ايسوس) أي (كعب يسوع) ويدعى الآن دير المغطس. ثم إلى وادي النطرون ثم إلى عين شمس (المطرية) حيث الشجرة المباركة. ثم قصدوا فسطاط مصر (مصر القديمة) حيث اختبأوا في مغارة (هي بكنيسة أبي سرجة الآن) ثم توجهوا إلى الصعيد وعلى الشاطئ بارك الله الصخرة العالية وهى الآن معروفة باسم (سيدة الكف) (بجبل الطير - شرق سمالوط حاليًا). ومن هناك مضوا إلى الاشمونين ثم أستأنفوا المسير من الجبل الشرقي إلى الغرب حيث وصلوا إلى جبل قسقام المعروف الآن بدير السيدة العذراء (المحرق) حيث أقاموا هناك ستة أشهر.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

له إبصاليات (واطس وآدام) مدونتان بكتاب الإبصاليات الواطس والادام وذكصولوجيات المناسبات، وله ربع من أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية السنوية.

 

4 - عيد عرس قانا الجليل ( 13 طوبة )

عيد عرس قانا الجليل هو عيد سيدي صغير باعتبار أنه لا يمس خلاصنا بطريقة مباشرة ونعيد فيه بظهور لاهوت السيد المسيح بإتمام الأعجوبة الأولى.ويُقال من بعض المفسرين أن هذا كان عرس لقريب من عائلة العذراء فحضر هنا المسيح بصفة عائلية وليس بصفة رسمية.

ولم يكن قد دخل الهيكل كما ذُكر في (لو 4: 17-27) لما دخل المجمع وقام ليقرأ.. روح الرب على لأنه مسحني... إنه اليوم قد تم هذا المكتوب في مسامعكم...". أي لم يكن قد استعلن للجماهير في الخدمة الرسمية لأنه بدأ بالعظة على الجبل وهي خطاب الملكوت.

لكن قوة شفاعة السيدة العذراء بطلبها جعلت السيد المسيح يظهر قوة لاهوته قبل أن يبدأ عمله ومعجزاته.

بدأ بالأعجوبة قبل البداية الرسمية المُعلنة لدى الجميع، حيث كان ينبغى ان يبدأ بالهيكل، ثم التعليم ثم المعجزات.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

يوجد إبصاليتان (واطس وآدام) موجودتان بكتاب الإبصاليات والطروحات الواطس والآدام.. وله ربع من أرباع الناقوس وذكصولوجية خاصة بكتاب الابصلمودية السنوية. كذلك له مرد ابركسيس. ويعد الابركسيس يوجد لحن يقال في عيد عرس قانا الجليل وفي الإكليل وحل زنار العروسين (في خورا تيرو.. يا كل كور..) وله برلكس.. وله مرد مزمور وإنجيل واسبمسيني (واطس وآدام).. وفي نفس اليوم تذكار استشهاد القديسة دميانة ولها هيتنية وربع بعد اللحن.

 

5 - عيد تجلى الرب يسوع علي الجبل ( 13 مسرى )

تحتفل الكنيسة بعيد تذكار تجلى ربنا يسوع المسيح (مت 17: 1-7، مر 9: 2-13، لو 9: 28-36). أراد الرب ان يظهر مجده لاهوته عيانا لبعض تلاميذه قبل الامه حيث اختارهم بعناية فقد اختار اكبرهم و كان متزوجا ( بطرس ) و اصغرهم الذى كان بتولا وواجه الهراطقة ( يوحنا )و اول من استشهد منهم ( يعقوب ). والثلاث تلاميذ كتبوا  ووثقوا للكنيسة فيوحنا كتب انجيله و بطرس و يعقوب كتبا رسائل . فقد كان الجبل رمزا للكنيسة التي ختم يسوع المسيح إلهنا على عهديها.

كما ان الشخصيات التي تجمعت في الجبل لا يمكن ان تجتمع الا بقوة الله . فمنهم من كان روح بدون جسد (موسى النبي)، إيليا (حي في السماء بالجسد)، التلاميذ الثلاثة (بطرس ويعقوب ويوحنا). لا يستطيع أحد يجمع كل هذه الشخصيات إلا إذا كان هو الله نفسه.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

توجد إبصاليتان (واطس وآدام) بكتاب الابصلمودية السنوية، - وله ربعين من أرباع الناقوس وذكصولوجية، وله مرد مزمور وإنجيل بكتاب خدمة الشماس قبطي

 

6 - عيد أحد توما المعروف بالأحد الجديد (يوم الاحد الذى يلى أحد القيامة )

* عيد متنقل اى انه يتغير من عام الى عام بناء على حساب الابقطى و تحديد موعد عيد القيامة *

ذكر القديس يوحنا الحبيب فى انجيله " أَمَّا تُومَا، أَحَدُ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ، فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ حِينَ جَاءَ يَسُوعُ. فَقَالَ لَهُ التَّلاَمِيذُ الآخَرُونَ: «قَدْ رَأَيْنَا الرَّبَّ!». فَقَالَ لَهُمْ: «إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ». وَبَعْدَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ كَانَ تَلاَمِيذُهُ أَيْضًا دَاخِلًا وَتُومَا مَعَهُمْ. فَجَاءَ يَسُوعُ وَالأَبْوَابُ مُغَلَّقَةٌ، وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمْ!». ثُمَّ قَالَ لِتُومَا: «هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا». أَجَابَ تُومَا وَقَالَ لَهُ: «رَبِّي وَإِلهِي!». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لأَنَّكَ رَأَيْتَنِي يَا تُومَا آمَنْتَ! طُوبَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَرَوْا»." (يو 20: 24 – 29 )

و تحتفل الكنيسة بهذا التذكار فى الأحد التالى لاحد القيامة (ثامن يوم من القيامة) إذ بقيامة الرب من الأموات (الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا) (2 كو 5: 17). فيه ظهر الرب بعد قيامته مرة أخرى لتلاميذه والأبواب مغلقة كما سبق أن ولد من العذراء مريم وبتوليتها مختومة، وكما قام من بين الأموات بقوة لاهوتية والقبر مختوم.و رقم ثمانية هو رقم التجديد و البداية الجديدة.

و ذلك لان الرب قد ظهر للتلاميذ فة اليوم الثامن من القيامة و هم مجتمعين و معهم توما فى العلية و الابواب مغلقة ، اذ ظهر فى وسطهم. و من العجيب ايضا ان اسم توما ذكر كواحد من التلاميذ ترتيبه الثامن من بين التلاميذ فى ( مر 3 :16 – 18 ) و الثامن ايضا عندما ذكره القديس لوقا ( لو 6 : 14 – 15 ) أما القديس متى فقدمه على نفسه من باب الاتضاع فجعل ترتيبه السابع فى انجيله ( مت 10 : 2 - 3 )

و الكنيسة اذ تُعّيد لاحد توما فهى تلفت النظر الى حقيقة قيامة المسيح التى توكدت بعد شك واحد من اخلص تلاميذه و هو توما الذى لما علم ان اليهود يبتغون قتل سيده و معلمه قال لزملائه الرسل "«لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضًا لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ!»." (يو 11: 16). و توما كان يمثل قطاعا كبيرا من البشر  الماديين و الشكاكين حيث الايمان يجيئ عندهم بعد العيان. و الرب سمح بهذا الشك ليؤكد حقيقة ناسوته بعد القيامة و انه ليس خيالا او روحا بل قام بالحقيقة بالجسد.و لهذا صرخ توما قائلا " ربى و الهى " اعترافا منه بربوبية السيد المسيح له المجد.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

توجد إبصالية واطس للعشية بكتاب دلال أسبوع الآلام.. وتوجد ذكصولوجية خاصة بالعيد بكتاب الإبصلمودية السنوية. أبصالية آدام خاصة بهذا العيد بدلال أسبوع الآلام. وطرح خاص بهذا العيد بكتاب دورة عيديّ الصليب والشعانين وطروحات الصوم الكبير والخماسين.

 

7 - عيد منحه العشاء السري لتلاميذه ( خميس العهد ) (الخميس الذى يسبق عيد القيامة)

* عيد متنقل اى انه يتغير من عام الى عام بناء على حساب الابقطى و تحديد موعد عيد القيامة *

وفي مساء يوم الخميس أتى يسوع إلى أورشليم إلى بيت مريم أم مرقس حيث عمل الفصح .ففى هذا اليوم قدّم الرب يسوع جسده الحامل الحياة الأبدية وقوة القيامة الى التلاميذ .أليس هو القائل " انا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد - والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم" يو 6: 48، 50، 51). "مَنْ يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير لأن جسدي مأكل حق ودمي مشرب حق.. من يأكلني يحيا بي" (يو 6: 54-57).

لقد تم في هذا اليوم ما وعد به الرب لذلك قال لتلاميذه حين أعطاهم الخبز: "خذوا كلوا هذا هو جسدي" (مت 26، مر 14، لو 22) وحين أعطاهم الكأس قال: "اشربوا منها كلكم لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمعفرة الخطايا" (مت 26) وبذلك يكون قد قدَّم لهم دمه الكريم المسفوك على الصليب والذي به سَدّدَ ديون البشرية كلها منذ آدم إلى نهاية الدهور.

ولهذا يعتبر (خميس العهد) بداية العهد الجديد بدمه الكريم مقدمًا خلاصه للكنيسة ممثلة في التلاميذ القديسين،فقد جمع بين ذبيحة الصليب والقيامة. لذلك فيوم خميس العهد يمثل مركز الأحداث الخاصة بالآلام والموت والقيامة. فنحيا هذا اليوم في فرحة الخلاص والعهد الذي أبرمه الرب بدمه الكريم معنا. نحتفل في هذا اليوم بعهدِ جديدِ صنعه الربُ بدمه الكريم كقوله لتلاميذه في (لو 22: 20): "هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم"... وكقولنا في طلبة أسبوع الآلام: "يا من ترك لنا عهده القدوس جسده ودمه حاضرًا كل يوم على المذبح خبزًا وخمرًا بحلول روح قدسه".

دائمًا يكون الله هو البادئ بالعهد كما حدث في العهد القديم حين سقط آدم وحواء بحسد إبليس، بدأ الله بعهد بينه وبين الإنسان الذي سقط إذ قال له "نسل المرأة يسحق رأس الحية". وكان ذلك طيلة العهد القديم حتى جاء الرب.

وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد انسان، الذي ليس من هذه الخليقة (ليس من صناعة بشرية) وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبديًا"... (عب 9: 11، 12).. ويوضح خطورة هذا العهد بقوله: "مَنْ خالف ناموس موسى فعلى فم شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة فكم عقابًا أشر تظنون أن يحسب مستحقًا مَنْ داس ابن الله وحسب دم العهد الذي قُدِّس به دنسًا وازدرى بروح النعمة" (عب 10: 28، 29) من هنا يستمد هذا اليوم قيمته كبداية لعهدٍ جديدٍ... نحتفل فيه باستلام الكنيسة لجسد الرب ودمه الذي بهما تُغفر الخطية وننال الحياة الأبدية.

تسليم الرب جسده ودمه لتلاميذه القديسين مرتبط بأحداث الصليب والقيامة وليس حدثًا مستقلًا بذاته عنهما. تسلَّم دم الصليب قبل حدث الصليب وسَلَّمَ جسد القيامة قبل أن يقوم. ذلك لأنه فوق الزمن ولا يخضع لترتيب الأحداث لأن الزمن محدود ولكن الرب غير محدود. قصور الزمن ومحدوديته أمام عمل الله جعلت الرب يحضر أي حدث في أي وقت لأنه يعيش في حاضر دائم بلا ماضي ولا مستقبل وتعلمنا الكنيسة المقدسة الجامعة الرسولية أن المسيح أكل الفصح مع تلاميذه يوم الخميس مساءً، ثم أسس سر الافخارستيا ثم سَلَّمَ ذاته لليهود فقاموا بصلبه يوم الجمعة العظيمة الساعة السادسة (12 ظهرًا) ثم سَلَّم روحه الطاهرة في يدي الآب (3 بعد الظهر) وضرب في جنبه بالحربة فخرج دم وماء.ثم أنزل من على الصليب ليدفن في قبر جديد في بستان بالقرب من أورشليم مع غروب شمس يوم الجمعة العظيمة (كما في البشاير).

لقد صنع الرب عشاء الفصح مساء الخميس 14 نيسان وأبدله بالفصح الحقيقي بالخبز المختمر وعصير الكرم المختمر الممزوج بالماء.

لذلك نصنع الخبز (القربانة) على شكل دائرة إشارة إلى اللابداية واللانهاية. ويكتب عليها قدوس الله - قدوس القوي - قدوس الحي الذي لا يموت ارحمنا. وظهر لاهوته أيضًا في كشف يهوذا الاسخريوطي وعدم السماح له بالتناول.

عمل رب المجد الفصح يوم الخميس 13 نيسان وكان هذا قبل موعد الفصح العام بيوم كامل, وهناك أدله كثيرة تثبت أن يوم الخميس لم يكن يوم الفصح أو يوم الفطير (أنظر كتاب أسرار الكنيسة: حبيب جرجس، كتاب منارة الأقداس، الجزء الثاني) ونكتفي هنا بهذه الآية القاطعة للقديس يوحنا الإنجيلي إذ قال في هذا الصدد "وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!»" (يو 19: 14، 15) ومعنى هذا أن يوم الجمعة الذي صلب فيه يسوع كان يوم استعداد الفصح وأن الفصح كان في مساء هذا اليوم وهو يوافق 14 نيسان وكان يوم السبت هو أول أيام الفصح.

و فى الموقع هنا قدمنا بحثا للرد هلى سؤال ( هل تناول يهوذا الاسخريوطى الجسد و الدم مع التلاميذ؟ ) فى صفحة اسئلة و استفسارات لنؤكد ان السيد المسيح لم يناوله .

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

1 - يهوذا الخائن. وهذا تضعه الكنيسة في باكر العيد حيث يقرأ الابركسيس  الذي ينص على فقد يهوذا الإسخريوطي مكانته كتلميذ لخيانته. وتؤدى الدورة المعكوسة بحيث تكون مع عقارب الساعة اى ان يهوذا ترك المسيح الى فوق الزمان و صار مع العالم الزمنى.

2 - غسل أرجل التلاميذ: وهذا هو طقس صلاة قداس اللقان... فنذكر ما قاله الرب لتلاميذه في هذا الحدث العجيب: "أنتم تقولون أنني المعلم والسيد، وحسنًا تقولون لأني أنا كذلك. فكما غسلت أرجلكم هكذا اغسلوا بعضكم أرجل بعض".و هى تشير الى التوبة المستمرة

3 - تسليم الرب جسده ودمه للتلاميذ: وهذا ما نذكره في القداس الإلهي... وهو أصغر قداس على مدار السنة كلها... إذ يخلو من الأجزاء الآتية:

  • مرد دورة الحمل (لأن الخلاص لم يكن قد تم وقت أحداث هذا اليوم السيدي فلا يقال لحن هذا هو اليوم الذي صنعه الرب)
  • ولا مرد ما قبل التحليل (خلصت حقًا - سوتيس آمين)
  • لا يقرأ الكاثوليكون: لأن فيه تذكار العشرة أيام التي بين الصعود وحلول الروح القدس.
  • لا يكون هناك تقبيل في دورة البخور إشارة إلى قبلة يهوذا.
  • لا تصلي صلاة الصلح... لأن الصليب لم يكن قد تم... ولا توجد قبلة في الكنيسة.
  • لا يصلى مجمع القديسين لأن الفردوس لم يكن قد فتح بعد... ولم تكن الرحمة قد أعطيت.
  • فلا يصلى الترحيم العام (أولئك يا رب).

 

النوع الثالث: ( أعياد مسيحية أخرى و تذكارات )

1 – للصليب عيدان : ( 17 توت – 10 برمهات)

تحتفل الكنيسة القبطية وأيضًا الكنيسة الإثيوبية بعيد الصليب المجيد في السابع عشر من توت وفي العاشر من برمهات من كل عام.. كما تحتفل به الكنيسة الغربية في الثالث من مايو.

العيد الاول : فى 10 برمهات : هو اليوم الذى عثر فيه على صليب السيد المسيح الذى علق عليه .قد ظل الصليب مطمورًا بفعل اليهود تحت تل من القمامة ليخفوا معالم الصليب و القبر المقدس الذى كانت تجرى منه ايات الشفاء و العجائب مما ازعج اليهود بشكل كبير. وذكر المؤرخون أن الإمبراطور هدريان الروماني (76-138 م.) أقام على هذا التل في عام 135 م. هيكلًا للزهرة الحامية لمدينة روما. وفي عام 326 م. أي عام 42 ش. تم الكشف على الصليب المقدس بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير. التي شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها حوالي 3 آلاف جندي، وفي أورشليم اجتمعت بالقديس مكاريوس أسقف أورشليم وأبدت له رغبتها في ذلك، وبعد جهد كبير أرشدها إليه أحد اليهود الذي كان طاعنا في السن اسمه يهوذا كان خبيرا بالتاريخ و الاماكن تحت التهديد. فعثرت على 3 صلبان واللوحة التذكارية المكتوب عليها يسوع الناصري ملك اليهود واستطاعت أن تميز صليب المسيح بعد أن وضعت الأول والثاني على ميت فلم يقم، وأخيرا وضعت الثالث فقام لوقته.و قد عثروا كذلك على بعض ادوات الصلب كما عثروا على اللوحة التى كانت موضوعة فوق الصليب مكتوب عليها ( يسوع الناصرى ملك اليهود ). فأخذت الصليب المقدس ولفته في حرير كثير الثمن ووضعته في خزانة من الفضة في أورشليم بترتيل وتسابيح كثيرة. وأقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب قائمة بكنيسة الصليب . وأرسلت للبابا أثناسيوس بطريرك الإسكندرية فجاء، ودشن الكنيسة بأورشليم في احتفال عظيم عام 328 م. تقريبًا.

و يقول القديس كيرلس بطريرك اورشليم ( 315 – 386 ) فى كتابه مواعظ فى التعليم المسيحى – (مقالة 4 ، 7 )، ان اساقفة اورشليم كانوا يوزعون من عود الصليب المقدس على اعيان الزائرين ، حتى ان الدنيا امتلأت من اجزاء منه فى زمن قليل . و مع ذلك لم ينقص منه شيئ بسبب القوة التى اتخذها من جسد الرب يسوع الذى علق عليه

ظل الصليب قائما فى كنيسة القيامة الى ان استولى ملك الفرس كسرى الثانى ( 590 – 628 م) على اورشليم عام 614 م ، و هدم كنيسة القيامة ز نقل الصليب معه الى بلاد الفرس فى 4 ماية – أيار لسنة 614 م . و يقول المؤرخون ان الفرس دفنوا الصليب فى حفرة فى بستان يقلبل قصر الملك.

العيد الثانى : فى 17 توت : بعد ان استرد الروم هيبتهم ، و استردوا الممتلكات التى اخذها الفرس منهم . فى عام 629 تمكن الروم من استخراج الصليب بعد ان ارشدتهم فتاة كانت قد رأت الفرس حين اخفوه فاخرجوه . وقيل  أن هرقل إمبراطور الروم (610-641 م.) أراد أن يحمله بنفسه فلبس الحلة الملوكية، وتوشح بوشاح الإمبراطور، ولبس تاج الذهب المرصع بالأحجار الكريمة، ثم حمل الصليب على كتفه، ولما أقترب من باب الكنيسة ثقل عليه فلم يستطيع أن يدخل به - فتقدم إليه أحد الكهنة وقال له: اذكر أيها الملك أن مولاك كان حاملا الصليب وعلى هامته المقدسة إكليلًا من الشوك لا إكليلًا من الذهب فيلزم أن تخلع تاجك الذهبي وتنزع وشاحك الملوكي..فعمل بالنصيحة ودخل الكنيسة بكل سهولة.

تذكر المصادر العلمية ان الصليب المقدس نقل بعد ذلك الى القسطنطينية و أودعوه كنيسة القديسة صوفيا ، التى تحولت الى جامع ( أيا صوفبا ) باسطنبول فى عهد محمد الثانى (1429 – 1481 م (المعروف بالفاتح)اذ انه فتح القسطنطينية فى سنة 1453 للميلاد ، و لا يعرف للان مصير الصليب المقدس.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

نظرا لأن يوم 10 برمهات هو اليوم الذي ظهر فيه الصليب لأول مرة (326 م) على يد الملكة هيلانة يجيء دائمًا في أيام الصوم فقد أمرت الكنيسة ان يعامل معاملة يومى الاحد و السبت فى الصوم الكبيربل و معاملة عيد البشارة .

كما رتب أباء الكنيسة الاحتفال بظهور الصليب في يوم تكريس كنيسته وهو يوم 17 توت لمدة ثلاث ايام ، و يعامل معاملة الأعياد السيدية الصغرى، فطقسه فرايحي من حيث الإبصاليات أما مجمع التسبحة والذكصولوجيات ومردات الدورة والأناجيل والتوزيع فطقسها شعانيني. و اذا وقع فى يوم أربعاء او جمعة فلا يصام انقطاعيا.

له دورة و تقرأ 12 فصل من الانجيل المقدس فى 12 موضعا من الكنيسة و منه الى الهيكل ثم صحن الكنيسة ثلاث دورات فى كل منهم ثم الى الهيكل فى دورة واحده

كما أنه له إبصاليتان (واطس وآدام) بكتاب الإبصاليات والطروحات الواطس والآدام. وله أرباع من أرباع الناقوس وذكصولوجية بكتاب الابصلمودية السنوية، دورة الصليب التي تعمل بعد صلاة افنوتي ناي نان في رفع بخور باكر هي نفس الدورة التي تعمل في رفع بخور باكر عيد الشعانين غير أن هناك اختلافين هما:

- هناك طرح خاص بعيد الصليب، هناك مرد ثابت يقال بعد كل ربع يختلف عن مرد الشعانين الثابت ومرد الصليب الثابت هو (ايفول هيتني بيف اسطافروس: نيم تيف أناستاسيس اثواب: ان طاستو مبى رومى ان كى سوب. ايخوب ايبي باراذيبسوس). ومعناه: من قبل صليبه وقيامته المقدسة رد الإنسان مرة أخرى إلى الفردوس).

- أما في القداس فيُقال بعد تي شوري، لحن (فاي ايتاف إنف..) وتوجد هيتينية للملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة. كما يوجد فرد إبركسيس خاص ولحن بدء قراءة الإبركسيس (ايطاف ان ني ابسخاي.. هو يقال أيضًا قبل طرح العيد في دورة الصليب يرفع بخور باكر..) وله مرد إنجيل واسبمسيني (آدام واطس).

 

2 - عيد رأس السنة القبطية / عيد النيروز ( 1 توت – 16 توت )

يبدأ العام القبطي الجديد للشهداء الأطهار، فى اليوم الأول من شهر (توت) نسبه إلى العلامة الفلكي الأول الذي وضع التقويم المصري القديم الذي أنفرد به المصريين فتره طويلة من الزمن قبل أي تقويم آخر عرفه العالم بعد ذلك شرقا وغربًا. وتقديرًا من المصريين القدماء لهذا العلامة رفعوه إلى مصاف الآلهة، وصار ( تحوت ) (توت) هو اله القلم والحكمة والمعرفة. فهو الذي اخترع الأحرف الهيروغليفية التي بدأت بها الحضارة المصرية لذلك خلدوا أسمه علي أول شهور السنة المصرية والقبطية. وهو إنسان مصري نابغة ولد في قرية منتوت التي ما تزال موجودة وتتبع مركز أبو قرقاص محافظه المنيا بصعيد مصر بنفس اسمها القديم. ومنتوت كلمه قبطية معناها مكان توت وموطن توت.

كانت نشأه التقويم المصري القبطي في سنه 4241 قبل الميلاد أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد عندما رصد المصريون القدماء نجم الشعرة اليمانية وحسبوا الفترة بين ظهوره مرتين وقسموها إلى ثلاث فصول كبيرة (الفيضان والبِذَار والحصاد) ثم إلى أثني عشر شهر كل شهر منها ثلاثون يوما وأضافوا المدة الباقية وهي خمسه أيام وربع وجعلوها شهر أسموه بالشهر الصغير وسارت السنة القبطية 365 يومًا في السنة البسيطة و366 يوما في السنة الكبيسة. وقد أحترم الفلاح المصري هذا التقويم نظرًا لمطابقته للمواسم الزراعية ولا يزال يتبعه إلى اليوم.

و هذا يعني أن السنة القبطية، سنة نجمية وليست شمسية مما يجعلها أكثر دقة من الشمسية التي احتاجت للتعديل الغريغوري وبالتالي لم تتأثر بهذا التعديل وذلك لأن الشمس تكبر الأرض بمليون وثلث مليون مرة والشعري اليمينية تكبر الشمس بـ200 مرة، مما يعني أنها أكبر من الأرض بـ260 مليون مرة مما يجعل السنة النجمية أدق عند المقارنة بالشمسية.

ومع عصر دقلديانوس أحتفظ المصريين بمواقيت وشهور سنينهم التي يعتمد الفلاح عليها في الزراعة مع تغيير عداد السنين وتصفيره لجعله السنة الأولي لحكم دقلديانوس =284 ميلادية = 1 قبطية شهداء = 4525 توتية (فرعونية)، ومن هنا أرتبط النيروز بعيد الشهداء.

و في أواخر القرن الثالث تولي دقلديانوس أمور الإمبراطورية الرومانية وكان شخصًا غير سوي في بنيانه النفسي. لقد كان في صباه راعيًا للأغنام بمدينة بتوليمايس (جرجا) وكان يدعي قبلًا (اغرابيدا) وقد خصته الطبيعة بمواهب فطريه ممتازة جعلته مرموق الجانب. ومما اشتهر به في صباه انه كان يجيد العزف علي الناي إلى حد بعيد فكان حين يرعَى الأغنام ترقص الأغنام طربا لنغماته. وأستمر (أغرابيدا) راعيًا إلى أن قامت الحرب بين الإمبراطور نوميريان وبين الفرس. وكان الفرس في ذلك الوقت أقوياء مما جعل الإمبراطور نوميريان يجمع جيشًا قويًّا من الأقطار الخاضعة للنسر الروماني. وكان (اغرابيدا) ممن انتظموا في سلك هذا الجيش. وهنا تفتقت مواهبه واظهر من ضروب البسالة والذكاء ما جعله موضع الإعجاب. واستهوته الحياة العسكرية وفتحت أمامه آفاقًا جديدة وابتدأ يرتقي سلم المجد.

وتشاء الظروف أن ابنه الإمبراطور نوميريان الكبرى أعجبت بنغماته وانبهرت بمنظره، فاختارته زوجًا لها. وهكذا أصبح (أغرابيدا) الذي كان راعيًّا للأغنام صهرًا لإمبراطور روما سيد  العالم في هذا الوقت. و بعد وفاه الإمبراطور (نوميريان) نودي به حاكما في نيقوميديا سنه 284 وتقلد أرفع مناصب الإمبراطورية وأنفرد بحكم الشرق بعد أن أتخذ مدينه أنطاكية عاصمة له. وابتدأ ديوكلتيانوس (دقلديانوس) وهي أسماؤه التي عرف بها بعد ذلك يحكم الشرق بيد من حديد، ووجه جهوده كلها لاستئصال المسيحية من بلاده، ووضع تخطيطا محكما يقوم علي قتل رجال الدين - هدم الكنائس - إحراق الكتب المقدسة ـ طرد المسيحيين من الوظائف الحكومية وأباحه دمائهم. وقد نال القبط في مصر من هذا الاضطهاد أعنفه لأن دقلديانوس كان يري أن أساس العمق الديني المسيحي كان في مصر.

ذلك جاء بنفسه وأقسم بآلهته أنه لن يكف عن ذبح المسيحيين بيده حتى يصل الدم المراق من المسيحيين إلى ركبه حصانه. وشرع الإمبراطور يقتل بسيفه المسيحيين وهو ممتط صهوة حصانه بيده، وحدث أن كبا الجواد فوقع علي الأرض فلحقت الدماء المسفوكة علي الأرض ركبتي الحصان وكان الإمبراطور قد تعب من ذبح المسيحيين وترك السيف في يده جرحا فأعتبر نفسه أنه قد وفي بنذره للآلهة فكف عن ذبح المسيحيين! وقد أحصي عدد القتلى فقيل أنه بلغ 840 ألف شهيد.

ونظرا لفداحة ما تحمله المسيحيون في عهد هذا الإمبراطور فقد أرخوا لسنة 284 ميلادية. وهي السنة التي أعتلي فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش الإمبراطورية. لذلك فأن التاريخ القبطي يسمي تاريخ الشهداء الأطهار. وقد عرفت الكنيسة القبطية بأنها كنيسة الشهداء. وقال المؤرخين أن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين في العالم كله. وقد جري المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة.

إلا أن الله لم يترك هذا الطاغية بل أنتقم منه انتقامًا مروعًا حيث أصيب بمس من الجنون في أواخر أيام حياته ثم نفي إلى جزيرة تكثر فيها الغابات كان يقطنها جماعه من الأقباط الذين فروا من وجهه والتجأوا إليها خوفًا من طغيانه. إلا أنهم عندما رأوا ما وصل إليه من حاله سيئة. نسوا كل شيء وأحسنوا إليه عملا بقول السيد المسيح (أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم) فتفانوا في خدمته وأظهروا له من ألوان العطف والمودة ما جعله يسترد عقله. فكتب إلى مجلس شيوخ روما يطلب منهم إطلاق سراحه وإعادته إلى عرشه ولكنهم رفضوا طلبه فرجعت له لوثه الجنون وزاد عليها فقدانه لبصره. وظل يعاني أمر الآلام حتى قضي نحبه في تلك الجزيرة عام 305 م. هذا هو تاريخ دقلديانوس الرجل الذي أرتفع من الحضيض إلى القمة. ولكنها كانت قمة من الثلج لم تلبث أن ذابت أمام حرارة شمس البر.

النيروز هو أول يوم في السنة الزراعية الجديدة. وقد أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية nii`arwou (ني - يارؤو) = الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة في مصر. ولما دخل اليونانيين مصر أضافوا حرف السي للأعراب كعادتهم (مثل أنطوني وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.

ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء باللام فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

يصلى به من 1 إلى 16 توت من كل سنة

الطقس فرايحي يمتاز بالنغم المطرب الذي يليق بالأعياد والأفراح الروحية.

الإنجيل والأسبسمس الآدام أو الواطس ومديحه في التوزيع كما لا يكون فيه صوم انقطاعي ولا ميطانيات وتصلى مزامير الثالثة والسادسة فقط قبل تقديم الحمل.

القراءات من القطاميروس السنوي الدوار وقطاميروس الآحاد السنوي

اذا وقع 1 توت يوم أحد تُقرأ قراءات 1 توت ويكون الأحد التالي (8 توت) هو الأحد الأول من توت وترحل الآحاد

الأربعاء والجمعة صوم كصيام السبت والأحد في الصوم الكبير بدون سمك بدون صوم إنقطاعي بدون ميطانيات في فترة النيروز

 

3 - أعياد القديسة مريم :

السيدة العذراء مريم لها ثمانىة أعياد يحتفل بها فيهم على مدار العام و هم :

1 – عيد البشارة بميلادها ( 7 مسرى )

2 – عيد ميلاد العذراء مريم ( 1 بشنس )

3 – عيد دخولها طفلة الى الهيكل ( 3 كيهك )

4 - عيد دخوا العائلة المقدسة الى ارض مصر ( 24 بشنس )

5 – عيد نياحة العذراء مريم  ( 21 طوبة )

6 – عيد العذراء حالة الحديد ( 21 بؤونة )

7 – عيد صعود جسد العذراء الى السماء ( 16 مسرى )

8 – عيد ظهور العذراء مريم بكنيستها فى الزيتون ( 2 أبريل )

 

4 – أعياد الملائكة:

فيما يلى تذكارات الطغمات السمائية بالاضافة لاننا نتشفع بهم يوميا

  • الاربعة حيوانات غير المتجسدين ( 8 هاتور )
  • الاربعة و عشرين قسيسا ( 24 هاتور )
  • ميخائيل رئيس الملائكة ( اليوم الثانى عشر من كل شهر قبطى )
  • جبرائيل رئيس الملائكة ( 13 هاتور ) و ( 22 كيهك ) و ( 30 برمهات ) و ( 13 بؤونة ) و (26 بؤونة )
  • روفائيل رئيس الملائكة ( 13 كيهك ) و ( 3 نسئ ) و (27 طوبة )
  • سورئيل رئيس الملائكة ( 27 طوبة ) و ( 27 أبيب )

  

5 – أعياد الشهداء و القديسين:

عيد الرسل ( 5 أبيب ) يسبقه صوم يبدأ من اليوم التالى لعيد العنصرة ( عيد حلول الروح القدس على التلاميذ )

عيد استشهاد القديسين بطرس وبولس الرسولين؛ يسبقه صوم يبدأ باليوم التالي من عيد العنصرة في هذا العيد تقام ليتورجية اللقان، حيث يقوم الكاهن بغسل أقدام الكل تذكارا لعمل السيد المسيح مع تلاميذه.

أما بقية أعياد القديسين فهى يومية. فكل يوم فى السنكسار تحتفل الكنيسة بعيد استشهاد او انتقال احد الاباء القديسن على الاقل . بركة صلواتهم و شفاعتهم تكون معنا .

 

6 - أحتفال رأس السنة الميلادية ( 1 يناير )

يحتفل الشعب القبطى برأس السنة الميلادية فى الكنيسة ، بالصلوات و التسابيح و الترانيم الدينية و الالحان الكنسية ،بساعات قبل الساعة الثانية عشر مساء و هم صائمون صوم الميلاد المقدس . و يرتلون التسابيح الكيهيكية الخاصة باليوم .

و فى الساعة الثانية عشر اى عند منتصف الليل تطفأ الانوار و تضاء الشموع إذنا بانتهاء العام ، و فى هذه الاثناء يصلون صلوات خاصة بالمناسبة و يطلبون من الله مغفرة خطاياهم متضرعين ان تكون السنة الجديدة التى هم باعتابها عاما سعيدا مباركا و، و يطلبون الخير لهم و لكل البشر . ثم يضيئون الانوار و يستكملون الالحان الخاصة بالعام الجديد و يختمون بإقامة القداس الالهى و يهنئون بعضهم بعض.

 

7 - احتفال شم النسيم ( يوم الاثنين الاول بعد احد القيامة )

عيد شمّ النسيم Sham Ennessim هو عيد مصري قديم، كان أجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع.

وكلمة "شم النسيم  هي كلمة قبطية (مصرية)، ولا تعني "استنشاق الهواء الجميل"، بل تعني: "بستان الزروع".  "شوم" shwm تعني "بستان"، و"نيسيم" nicim تعنى "الزروع".  وحرف "إن" بينهما للربط مثل of في الإنجليزية.  فتصير الكلمة "شوم إن نسيم" بمعنى "بستان الزروع". وقد تطوَّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت "شم النسيم" التي يظن الكثيرون أنها كلمة عربية، مع إنها في الأصل قبطية (مصرية).

بعد انتشار المسيحية في مصر حتى غطتها بالكامل في القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم)، إذ أنه كان يقع دائمًا داخل موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد. و حيث ان فترة الصوم تتميَّز بالنُسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعًا عن جميع الأطعمة التي من أصل حيواني.  فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم في الاحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات. لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، والذي يأتي دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الاثنين التالي له.

و لهذا الاحتفال بعد روحى ألا و هو انه يلى عيد القيامة ، كإشارة الى الفردوس الذى تم فتحه من الرب يسوع بقيامته . فلهذا يتوجه المصريون الى الاحتفال فى المتنزهات و الحدائق و الحقول يتنسمون حياةً جديدة فى اراضى اكتست باللون الاخضر النضر مع مظاهر الاحتفال بالجو الصحو الربيعى . كانما بقيامة السيد المسيح عدنا الى الفردوس بعد ان طرد ابوانا الاولين منه.

ملاحظات طقسية على هذ العيد :

لا يوجد قداس خاص بشم النسيم، بل قداس يوم الاثنين هو تذكار لقاء الرب مع تلميذيّ عمواس.

كما ورد فى انجيل القداس فى ( لو 24 : 13 – 35 )

  

المراجع:

كتاب الاعياد السيدية – الجزء الخامس – أعياد المجد ( نيافة الانبا بنيامين )

موسوعة الانبا غريغوريوس  - الجزء 23 – الاعياد المسيحية

طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى - القمص إشعياء عبد السيد فرج

كتاب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والروحانية - القمص تادرس يعقوب ملطي – أعياد القديسين

كتاب عيد قيامة المسيح مخلصنا - أبونا اثناسيوس المقارى

السنكسار

 

الى هنا اعاننى السيد المسيح. 

أغنسطس اكليريكى / مينا ثروت قلادة