و فى بادئ الامر كان مجمع الرسل فى اورشليم هو من يحدد ارساليات الرسل للكرازة كما هو مكتوب فى سفر اعمال الرسل
"و لما سمع الرسل الذين فى اورشليم ان السامرة قبلت الله ارسلوا لهم بطرس و يوحنا "
و كان اول اسقف مكانى لكنيسة اورشليم هو القديس يعقوب الصغير اخو الرب.
و كان الروح القدس يعطى و يمنح قوة الكرازة حيث انتشرت المسيحية في 34 عاما هى الفترة منذ عام 33 ميلادى و حتى عام 67 ميلادى فى كل من اورشليم و اليهودية و السامرة و انطاكيا و سوريا و اسيا الصغرى و قبرص و اليونان و ايطالياو اسبانيا و مصر و اثيوبياو بلاد العراق و الفرس و الهند و بعض بلاد الصين و رومانيا.
جدير بالذكر ان اول شهيدين فى المسيحية هما رئيس الشمامسة استيفانوس و القديس يعقوب الكبير ابن زبدى و هو يعتبر اول من استشهد من الرسل سنة 44م فى اورشليم.
و جاء القائد الرومانى تيطس سنة 70م و خرب اورشليم و من يومها الى دخول الملكة هيلانة و الملك قسطنطين سنة 326م بحثا عن الصليب المقدس لم تعد الى مكانتها السابقة فى العهد الرسولى .
اما بخصوص كنيسة الاسكندرية التى كانت لها مكانتها التاريخية على مر العصور وتزخم بشهرة كبيرة بين الكنائس الرسولية منذ بدء انتشار المسيحية،فنجد ان القانون السادس من قوانين مجمع نيقيةالمنعقد سنة 325 م ذكرها اولا قبل سائر الكنائس فى ترتيب رئاسات الكنائس سلطانها على الابراشيات التابعة.
كما كان لها شهرتها اللاهوتية الجبارة فى المجامع المسكونية فهى التى ادارت مجمع نيقية المسكونى سنة 325م ضد بدعة اريوس الكاهن بحضور 318 اسقف من كل الكنائس و كان المدعى بهرطقة اريوس هو البابا الكسندروس بابا الاسكندرية و كان معه شماسه ذو ال 25عاما و الذى فند بدعة اريوس حرفا حرفا حيث حكم المجمع على اريوس بالحرمان، كما سيرد بالتفصيل فيما بعد،
كما قاومت ايضا بدعة نسطور بطريرك القسطنطينية فى مجمع افسس سنة 431 م بقيادة البابا كيرلس الكبير بابا الاسكندرية الذى وضع فيه البابا الاسكندرى حروما اثنا عشر صاروا قوانين كنسية ملزمة لكافة الكنائس حيث حضره 200 اسقف.
و فى مجمع القسطنطينية المنعقد سنة381 م الذى حضره 150اسقفا ظهر البابا تيموثاؤس البابا الاسكندرى منذ اللحظة الاولى حيث كانوا يسألونه و يجاوب فيأخذون اجاباته قوانين كنسية.
و خير دليل على ذلك نجد فى علم الابائيات من اقوال و قوانين الكنائس فى العالم كله التى نشرتها كنائس غير قبطية الكثير من اقوال و قوانين ابائنا باباوات الاسكندرية مثل ق. اثناسيوس الرسولى و ق. كيرلس الكبير و ق. ثاوفيلوس و ق. بطرس خاتم الشهداء و ق. ديونوسيوس و ق. تيموثاؤس.
حتى ان القديس جيروم يقول عن القديس اثناسيوس " لولا اثناسيوس لصار العالم كله اريوسيا ".
و الرهبنة فى العالم كله خرجت من مصر ، فأول راهب فى العالم هو الانبا انطونيوس ،و اول من وضع نظام الرهبنة فى جماعة هو القديس باخوميوس.
و كان العالم يأتى من اقاصى الارض بحثا عن الاباء الرهبان الذين سكنوا البرارى المصرية كاباء برية شهيت و برية القلمون وبرارى الصعيد كإسنا و سوهاج و اخميم لاخذ كلمة منفعة و الاسترشاد بحكمتهم ، و كتب عن سيرتهم القديس بلاديوس كتابه بستان الرهبان ، و كتب يوحنا كاسيان عنهم كتابين هما كتاب المعاهد و كتاب المقابلات .
البشارة و الكرازة فى مصر
البشارة فى مصر و نشأة الكنيسة القبطية على يد مؤسسها القديس مارمرقس الرسول البطريرك الاول لكرسى الاسكندرية واحد السبعين رسولا و هو ابن اخت القديس برنابا و قريب كلا من القديس بطرس الرسول و القديس توما.
و يعرف عنه انه كان يهودى من ابوين يهوديين ابوه ارسطوبولس و امه مريم كانت احدى المريمات الائى تبعن السيد المسيح حتى الصليب .
و اقام السيد المسيح فى بيتهم الفصح و اسس سر الافخارستيا و صارت العلية ( بيت مارمرقس ) اول كنيسة فى اورشليم اسسها رب المجد بنفسه و اجتمع فيها التلاميذ بعد صعود السيد المسيح و حل عليهم الروح القدس .
وكان لمارمرقس اسمان احدهما رومانى هو مرقس ( يعنى مطرقة ) و الاخر يهودى هو يوحنا ( يعنى الله حنان ) و هو من سبط لاوى و ولد مارمرقس فى مدينة القيروان احدى المدن الخمس الغربية فى ليبيا
و كان مارمرقس يجيد اليونانية و اللاتينية و العبرية
و بشر فى العديد من البلدان فخرج مع بولس و برنابا فى رحلتهما الاولى ثم رجع اورشليم ( أع 13:13) و فى الرحلة الثانية خرج مع برنابا الى قبرص ، و يعتز اهل مدينة البندقية به فجعلوا شعار البندقية الاسد رمز مارمرقس و لا سيما اهل مصر و لبنان ايضا.
و هو كاتب انجيل مرقس و واضع القداس الالهى باسم القديس مرقس و الذى دونه كتابة و اضاف اليه القديس كيرلس عامود الدين و اصبح اسمه القداس الكيرلسى الذى نصلى به للان ، كما انه انشأ مدرسة الاسكندرية اللاهوتية التى بفضلها اخرجت قديسين و علماء حافظوا على الايمان على مر العصور .
و مارمرقس جاء مصر فى سنة 60 م و قابل انيانوس الاسكافى الذى امن ببشارة المسيح بعد معجزة المخراز و جعل بيته كنيسة و امن هو وكل اهل بيته بالمسيح و رسمه اسقفا و صار البطرك الثانى بعد استشهاد مامرقس حيث دخل الوثنيون الكنيسة على مار مرقس و جروه و سحلوه على مدار يوما كاملا و القوه بين الحياة و الموت فى السجن و ظهر له رب المجد يسوع و عزاه و وعده بالحياة الابدية ( و لهذا سمى ناظر الاله ) و فى اليوم التالى جروه و سحلوه فى شوارع مدينة الاسكندرية الى ان استشهد فارادوا ان يحرقوا جثمانه فهبت رياح شديدة و هطلت المطار فاطفأت النيران فاخذ تلاميذه جسده و كرموه و دفنوه فى الكنيسة سنة 68 م
كما يوصف مارمرقس بالاسد لسببين الاول لان بداية انجيله يقول " صوت صارخ فى البرية " و السبب الثانى لانه عندما كان صغيرا مع والديه اثناء سفرهم ظهر اسدين ارادا افتراسهم و لكن مارمرقس صلى صلاة فمات الاسدين على الفور
و هذا ترتيب الآباء البطاركة في القرن الأول
1 البابا الاول مارمرقس الرسول 61 - 68 م.
2 البابا أنيانوس 68 - 83 م.
3 البابا ميليوس 83 - 95 م.
4 البابا كرذوذوس 95 - 106
و من اشهر البطاركة فى هذا القرن الاول ايضا البابا كروذونوس البابا الرابع حيث طلب منه الوالى ان يعبد الهته فرفض البابا فقتله و نال اكليل الشهادة سنة 106 م
و من اشهر الملوك فى القرن الاول الميلادى كان
+أغسطس قيصر 14 م
+نيرون 54 م ( الذى حرق روما سنة 64 م و اتهم المسيحين بحرقها و صار اضطهاد عظيم فى كل البلاد للمسيحين )
+تراجان 98م الى 110م
و من اشهر البدع فى القرن الاول
( الغنوسية ) و تدعو الى :
1- انكار لاهوت السيد المسيح
2- تدعى ان الله حل فى جسد السيد المسيح مؤقتا عند المعمودية و فارقه على الصليب
3- تؤمن بأن هناك الهين ( اله الخير و اله الشر )
4- و تدعى بان اله الشر هو خالق هذا العالم
5- و تدعى بان العالم كله شر و الجسد شر