مفهوم التثليث و التوحيد فى المسيحية

المسيحية تؤمن بالله الواحد مثلث الاقانيم ، اليكم شرح هذا الايمان.....
 
 
المسيحية تؤمن ب إله واحد ( كما جاء بقانون الايمان ) : اخترت الايات الاتيه من بين العديد من الايات :
 
"اسمع يا اسرائيل الرب الهنا رب واحد " ( تث 4:6 ) و ( مر12 : 29-32)
"أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض...انت هو الاله وحدك " (2 مل 19: 15, 19) 
"ليس اله اخر الا واحدا " (  1 كو 8 : 4 , 6)
"ولكن الله واحد " (غلا 3 : 20) و( رو 3 : 30) 
"للرب الهك تسجد و اياه وحده تعبد"  ( مت 4 : 10 )
"انت تؤمن ان الله واحد حسنا تفعل" ( يع 19:2 )
 
و لا يمكن الا ان يكون الله واحدا و الا اصبح محدودا فى حيز  ما، لان الاخر او الاخرين يشغلون معه حيزا اخر, 
و لوافترضنا جدلا بان لله شريك فلا يكون الله قادرا على كل شئ ( حاشا )
و لو كان الله خلق او اوجد هذا الشريك فلا يكون الاخرالها
وان كان لم يخلقه يكون الله ليس خالق الكل و يكون محدودا فى قدرته على الخلق ( حاشا )
 
فبالضرورة العقلية يجب ان يكون الله واحد، كلي القدرة ، خالق الكل ،و هذا ما يؤكده الكتاب المقدس كما ذكرنا جزءا من الشواهد
 
 
مفهوم التثليث المسيحى لا يتعارض مع التوحيد :
 
فالتوحيد تعبير يخص الذات الالهية اي من حيث اللاهوت ( اى الجوهر الالهى / طبيعة الله ) فالله واحد من حيث الجوهر 
و اما التثليث فلاقانيم الله , لان الثلاثة اقانيم فى جوهر الله ليسوا  ثلاث الهه متفاوتة متباعدة مستقلة و انما هى خواص ذاتية داخل الجوهر الالهى الواحد،
بمعنى اننا لا نؤمن بأن الاب اله و الابن اله و الروح القدس اله بشكل منفصل ، بل نؤمن بأن الاب هو الله و الابن هو الله و الروح القدس هو الله، لان جوهر الاب و هو اللاهوت هو نفسه جوهر الابن هو نفسه جوهر الروح القدس .
و بما أن اللاهوت او الله لا يتجزأ او يتفكك فلا غبار على القول بأن كلا منهم هو الله و انهم معا هم الله .
( الاقانيم ليسوا ثلاث ذوات بل هم ذات واحده هى ذات الله لان جوهرهم واحد و هو اللاهوت ) ... اكليمنضوس الاسكندرى
( اذا ذكرنا الله فانما نريد الاب و الابن و الروح القدس معا لانهم ذات الله ) .... القديس غريغوريوس
 
بعض المفاهيم الايمانية و تعريفاتها:
 
اللاهوت = طبيعة الله
الناسوت = طبيعة الانسان
معنى الاقنوم : هو كلمة سريانية ( تقابلها فى اليونانية هيبوستاسيس Hypostasis ) ومعناها خاصية ذاتية يقوم بها و عليها الجوهر الالهى و بدونها ينعدم قيام الجوهر الالهى  و هيبوستاسيس معناها ما تحت الكيان، او ما يقوم عليه الكيان ،و بدون هذه الخصائص الذاتية لا يكون للذات الالهية كيان او وجود.
و الاقنوم هو كائن حقيقى له شخصيته الخاصة به, و له اراده و لكنه واحد فى الجوهر و الطبيعة مع الاقنومين الاخريين بغير انفصال.
 
فالله الواحد مثلث الخواص الذاتية ، فهو كائن موجود بذاته ،ناطق بكلمته، حى بروحه .
 
+ فاذا لم يكن لله خاصية الوجود يكون عدما ،و هذه الخاصية الذاتية فى الله يسمى الاب و معناه الكيان الالهى او الوجود 
+ و اذا لم يكن لله خاصية العقل و الحكمة و النطق فليس له وجود و هذه الخاصية الذاتية فى الله يسمى الابن او الكلمة ( لوغوس و منها Logic  ) و احد معانى او مرادفات اللوغوس : العقل ،و لا يقصد ب ( الكلمة ) اللفظ المنطوق ( Pronunciation )، و لكن النطق العاقل او العقل الناطق او العقل المنطوق او المنطق ،
و الله و عقله او حكمته كائن واحد، و قد خلق الله العالم باقنوم العقل او الحكمة او النطق او المعرفة .
و ليس الابن هو امر صادر من الله، بل هو كشعاع النور كامل من كامل، و لهذا فهو الله كما انه صورة الله لانه مكتوب " و كان الكلمة الله ....فهو اذا خالق و بغيره لم يكن شيئ مما كان " القديس اثناسيوس الرسولى.
 + و اذا لم يكن لله خاصية الحياة ،اى اذا لم يكن حيا لكان ميتا ليس له وجود و هذه الخاصية الذاتية يسمى الروح القدس
فالله ببساطة كائن موجود عاقل حى ... الله بوجوده و عقله و روحه اله واحد، كائن واحد ،و لا يوجد كيان بدون عقل و حياة و الثلاثة غير منفصلين .
 
فالمسيحية تؤمن بالله الواحد مثلث الاقانيم.
 
كونوا معافين
اغنسطس اكليريكى / مينا ثروت قلادة
المزيد في هذه الفئة : هل للسيد المسيح روح انسانية ؟ »